شكوك تحوم حول قدرة سياج سبتة الجديد في التصدي للهجرة إثر اجتيازه من 4 مهاجرين
بدأت الشكوك تحوم في مدينة سبتة بشأن السياج الحدودي الجديد الذي تمت أشغال تجديده في الأسابيع الماضية، بشأن قدرته على التصدي لمحاولات التسلل التي يقوم بها المهاجرون السريون إلى المدينة عبر تجاوز السياج، خاصة بعد نجاح 4 مهاجرين ينحدرون من دول جنوب صحراء إفريقيا في اجتيازه خلال الأيام الأخيرة، إثنان منهم فعلا ذلك صباح اليوم وفق مصادر إعلامية محلية.
وذكرت ذات المصادر، أن مهاجرين اثنين، نجحا صباح اليوم الجمعة، في تسلق واجتياز السياج الحدودي لمدينة سبتة، ولم تنتبه إليهما المصالح الأمنية إلا بعد دخولهما إلى تراب سبتة، فجرى توقيفهما ونقلهما إلى إقامة في منطقة تراخال للخضوع للحجر الصحي للتأكد من عدم إصابتهما بفيروس كورونا قبل نقلهما إلى مركز الإيواء الوحيد المخصص للمهاجرين غير الشرعيين في المدينة.
ويوجد في الإقامة بمنطقة تراخال، وفق ذات المصادر، مهاجران إثنان آخران، نجحا في الأيام الماضية، في تجاوز السياج الحدودي الجديد لسبتة، يخضعان بدورهما لإجراءات الحجر الصحي، قبل نقلهما إلى مركز الإيواء. وهو الأمر الذي دفع بالجميع في المدينة للتساؤل حول قدرة السياج الجديد في التصدي لمحاولات التجاوز التي يقدم عليها المهاجرون بين الحين والأخر.
وكانت أشغال إعادة تهيئة سياج سبتة من طرف إسبانيا، قد انطلقت منذ أواخر عام 2019، واستهدفت إزالة الأسلاك الشائكة من أعلى قمة السياج، واستبدال الأسلاك بأعمدة دائرية لولبية تمنع التحكم بأعلى السياج، مع رفع طول الأخير إلى 10 أمتار بدل 8 أمتار الذي كان عليه السياج السابق.
وفي الوقت الذي كانت تُشير الدراسات الأولية أن هذه التجديدات ستمنع تدفق المهاجرين السريين على سبتة دون إيذائهم جسديا، إلا أنه لحد الآن يبدو أن السياج غير قادر على التصدي لمحاولات بعض المهاجرين لتجاوزه، خاصة بعد نجاح المهاجرين الأربعة في دخول المدينة على بعد أسابيع قليلة من استكمال تهيئة السياج الحدودي بالكامل.
وبلا شك، أن نجاح المهاجرين الأربعة في تجاوز السياج، سيرفع المخاوف بشكل كبير لدى السلطات المختصة، خاصة في حالة إذا عاد المهاجرون بأعداد كبيرة إلى ضواحي سبتة للقيام بمحاولات التسلل الجماعية عن طريق تجاوز السياج الحدودي، حيث أن نجاح المهاجرين الأربعة قد يشجع الأخرين للقيام بنفس المحاولات.
ولعب فيروس كورونا والاجراءات المتخذة للتصدي له من طرف السلطات المغربية، في تراجع أعداد المهاجرين السريين بضواحي مدينة سبتة، إلا أنه في حالة تحسن الأوضاع الوبائية، فإن التهديدات من المحتمل أن ترتفع بشكل كبير، بشأن محاولات تسلل سبتة عن طريق السياج الحدودي.