صحيفة إسبانية: سانشيز يُخطط لتنفيذ "بادرة راخوي" بافتتاح معهد سيرفانتيس بمدينة العيون كاعتراف صريح بمغربية الصحراء

قالت صحيفة "The Objective" الإسبانية، إن رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، يُخطط لتنفيذ البادرة التي كان قد عزم عليها رئيس الحكومة الإسبانية السابق، ماريانو راخوي، المتعلقة بافتتاح معهد "سيرفانتيس" التابع لوزارة الخارجية، في مدينة العيون بالصحراء المغربية، دون أن يتم تنفيذها أنذاك بسبب احتجاجات جبهة "البوليساريو" الانفصالية.

وحسب ذات المصدر، فإن سانشيز قد يقوم بهذه البادرة الجديدة لصالح المغرب، خلال الاجتماع الرفيع المستوى الذي سيجمع بين الحكومة الإسبانية ونظيرتها المغربية، ابتداء من اليوم الأربعاء 1 فبراير، وهو الاجتماع الذي سيدوم ليومين، وسيشهد توقيع العديد من الاتفاقيات الثنائية التي تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.

وأضافت الصحيفة الإسبانية المذكورة، إن معهد "سيرفانتيس"، بالرغم من أنشطته الثقافية، إلا أنه يُعتبر معهد تابع لوزارة الخارجية الإسبانية، وبالتالي فإنه يُعتبر مؤسسة رسمية لإسبانيا، وافتتاحه في مدينة العيون سيُعتبر بمثابة اعتراف إسباني بسيادة المملكة المغربية على الصحراء وتدعيما لموقف مدريد الجديد الداعم لمقترح الحكم الذاتي التي تُقدمه الرباط لحل نزاع الصحراء بشكل نهائي.

وأشارت "ذا أوبجيكتيف" إلى أن حكومة ماريانو راخوي، كانت هي أول من باردت للقيام بمحاولة افتتاح معهد "سيرفانتيس" الإسباني في مدينة العيون منذ سنوات، بهدف تخفيف الضغط المغربي عليها بشأن قضية الصحراء، إلا أن المشروع لم يتم تنفيذه، بعد تقديم "البوليساريو" احتجاج رسمي للحكومة الإسبانية.

هذا، ويتوقع أن تحل الحكومة الإسبانية اليوم الأربعاء بالعاصمة المغربية الرباط، بوفد يترأسه رئيس الحكومة بيدرو سانشيز، إضافة إلى عدد من الوزراء، مثل وزير الخارجية خوسي مانويل ألباريس، ووزير الداخلية، فيرناندو غراندي مارلاسكا، ووزراء آخرون في مختلف القطاعات.

وسيشهد هذا الاجتماع الرفيع المستوى الذي يجري عقده بعد غياب لعدة سنوات، حيث كان آخر اجتماع رفيع بين البلدين قد حدث في 2015، (سيشهد) توقيع العديد من الاتفاقيات في مجالات حيوية مشتركة بين الرباط ومدريد، مثل الهجرة والارهاب والعلاقات التجارية ومستقبل المفاوضات بشأن ترسيم الحدود البحرية، والجمارك التجارية بكل من سبتة ومليلية.

ويأتي هذا الاجتماع بعد أزمة حادة كانت قاب قوسين أو أدنى من أن تعصف بالعلاقات الثنائية بشكل كامل، بسبب استقبال إسبانيا لزعيم "البوليساريو" للعلاج في أحد مستشفياتها في منتصف سنة 2021، وهو ما أدى إلى حدود أزمة دبلوماسية دامت حوالي سنة، ولم تنته إلا بعد إعلان مدريد تغيير موقفها من قضية الصحراء وإعلان دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي للصحراء في مارس 2022.