صحيفة "Washington Times" الأمريكية: بإمكان الروس ومعهم العالم التعلم من ديبلوماسية المغرب
قالت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية، اليوم الخميس، عبر مقال رأي نشره كاتبها تيم كونستانتين، أن الحرب الروسية-الأوكرانية، تسببت في الآلاف من القتلى في صفوف المدنيين والعكسريين، بسب غياب الديبلوماسية الناجعة التي يُمكنها أن تحل الخلافات دون إراقة الدم.
ووفق ذات المصدر، فإن الروس الذين قاموا باجتياح أوكرانيا، بإمكانهم أن يتعلموا الدروس الديبلوماسية من المملكة المغربية، ومعهم حتى العالم والأمم المتحدة، من أجل حل الخلافات والنزاعات المرتبطة بالحدود والأقاليم، مشيرا إلى قضية الصحراء والخلاف القائم بين المغرب وإسبانيا وجبهة "البوليساريو".
وأضاف صاحب المقال في هذا السياق، أن المغرب وإسبانيا لم يدخلا في مواجهات عسكرية لحل الخلافات والنزاعات الثنائية، التي من بينها قضية الصحراء، بل قاما بحملات ديبلوماسية لتجاوز تلك الخلافات مما يضمن الاستقرار في المنطقة بالرغم من اختلاف وجهات النظر.
وأشار المقال إلى تبادل الرسائل مؤخرا بين الملك محمد السادس ورئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، بطريقة ديبلوماسية أذابت الخلافات بين البلدين، مضيفا بأن هذه الجهود الديبلوماسية يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار من طرف الروس الذين اجتاحوا أوكرانيا.
كما اعتبر تيم كونستانتين، أن الجهود التي يقودها المغرب على مدى عقود من أجل حل نزاع الصحراء، يُعتبر مجهودا ديبلوماسيا غاية في الأهمية، ويجب أن يُصبح نموذجا تقدمه الأمم المتحدة لحل الخلافات بين البلدان في العالم، مشيرا إلى الجهود الجديرة بالثناء التي بذلها المغرب على أرض الواقع في منطقة الصحراء.
ويأتي هذا الكلام في سياق الزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز مساء اليوم الخميس إلى العاصمة المغربية الرباط، حيث سيكون ضيفا على الملك محمد السادس على مأدبة الإفطار الرمضاني، وهي أول زيارة رسمية لسانشيز إلى المغرب منذ اندلاع الأزمة الديبلوماسية بين البلدين في أبريل الماضي، أي لحوالي سنة.
وتأتي هذه الزيارة عقب إعلان مدريد في رسالة بعث بها بيدرو سانشيز في 18 مارس الماضي إلى الملك محمد السادس، عن تغيير موقفها من قضية الصحراء المغربية، وإعلان دعمها لمقترح الحكم الذاتي لإنهاء النزاع الذي عمّر طويلا، وهو التغيير الذي رحبت به الرباط.
ويُرتقب أن تكون هذه الزيارة هي بمثابة بدء صفحة جديدة في العلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا، حيث سيتم التوقيع على عدد من الاتفاقيات الثنائية للتأسيس لمرحلة جديدة، مبنية على الاحترام المتبادل بين البلدين والتنسيق في شتى القضايا المهمة بين الرباط ومدريد.