صفقة 32 طائرات شبحية من الجيل الخامس F35 بين الرباط وواشنطن.. "صداع رأس" للجزائر وإسبانيا

 صفقة 32 طائرات شبحية من الجيل الخامس F35 بين الرباط وواشنطن.. "صداع رأس" للجزائر وإسبانيا
الصحيفة من الرباط
الأثنين 10 مارس 2025 - 9:00

أعادت تقارير صحفية إسبانية، الحديث عن صفقة تسليح ضخمة بين الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المغربية، لشراء 32 طائرة شبحية من طراز F35 التي تتوفر عليها جيوش دول قليلة في العالم، ويوجد حاليا 500 طائرة فقط من هذا الطراز عاملة في حوالي 20 قاعدة عسكرية منتشرة في مختلف القارات، وحوالي 1000 طيار مدرب على تشغيلها.

تتحدث التقارير أن الصفقة كانت ضمن تفاهمات الاتفاق الثلاثي بين الولايات المتحدة الأمريكية والمغرب وإسرائيل، سنة 2020 لعودة العلاقات بين تل أبيب والرباط، وهو الاتفاق الذي شمل أيضا، 24 مروحية مقاتلة من طراز "أباتشي" تسلم المغرب منها، قبل أسبوع، دفعة أولى مكونة من ست مروحيات بحضور الجنرال مايكل لانغلي، قائد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا "أفريكوم"، كما تشمل الصفقة راجمة صواريخ "هيمارس" التي لم يتسلمها المغرب بعد، وطائرات مسيّرة عطلت إدارة بايدن إتمام تسلمها.

غير أن التقارير الإعلامية المتوالية حول صفقة F35 لصالح القوات المسلحة الملكية، طغت على صفحات الإعلام الإسباني منه على الصحافة الجزائرية، حيث اعتبرت وسائل إعلام إسبانية، أن عقد هذه الصفقة يعني أن المملكة المغربية ستحدث تفوقا كبيرا في سلاح الجو بالمنطقة مما يشكل تهديدا حقيقيا على إسبانيا في أي صراع محتمل مع المغرب حول سبتة ومليلية تحديدا.

مخاوف الإعلامي الإسباني تعكس "حمى" اليمين داخل الجيش الإسباني حول العدو الجنوبي لإسباني، في حين لا توجد أي معطيات دقيقة حول وجود هذه الصفقة من عدمها، وإن كانت ضمن أولويات القوات المسلحة الملكية، بحكم كلفتها الباهضة، وضرورتها الاستراتيجية.

الحديث عن هذه الصفقة الضخمة التي قد تزيد قيمتها المالية عن الثلاثة ملايير دولار ونصف لم يُعلن عنها بشكل رسمي الطرف المغربي أو الأمريكي، وهي حال أغلب الصفقات التي تجريها القوات المسلحة الملكية، غير أن الحديث عنها طفى إلى السطح بعد التهديدات الأمنية الإقليمية، والتي تصاعدت منذ سنة 2020 بعد إلغاء المغرب للمنطقة العازلة بين معبر الكركرات وموريتانيا، وتوحيد المعبر الحدودي عند خط التماس مع موريتانيا، وهو ما شكل خطوة نوعية في صراع الصحراء، وجعل الجزائر ترفع من تهديداتها العسكرية، وحديث رئيسها، عبد المجيد تبون، مرتين عبر الصحافة الفرنسية عن الحرب ضد المغرب.

وفي ظل الغموض الذي يلف هذه الصفقة، يبقى السؤال الأهم هو: هل يمكن للمغرب أن يعقد هذه الصفقة الضخمة ماليا والمكلفة لميزانيته؟ وإن كان كذلك أي طراز ستحصل عليه القوات المسلحة الملكية من طائرات F35؟

عمليا يمكن للمغرب أن يمول قيمة هذه الصفقة من ميزانيته السنوية التي يخصصها لإدارة الدفاع والبالغة 13.5 مليار دولار، حيث تبلغ قيمة الطائرة الواحدة ما يقارب 100 مليون دولار للنسخة الأقرب لاحتياجات سلاح الجو المغربي، وهي "إف – 35 إيه" التي تستخدمها القوات الجوية الأميركية نظرا لأنها الأخف والأصغر، وتتميز بمدفع داخلي عيار 25 ملم، وحمولة قتالية تصل إلى 18 ألف رطل، ومدى يزيد على 1200 ميل بحري.

ويمكن لهذا الطراز أن يكون بمثابة مركز اتصالات، حيث تنقل المعلومات إلى الطائرات ووحدات القيادة الأخرى. كما صمم هذا الطراز للإقلاع والهبوط التقليدي، بعيدا عن الطراز الأكثر كلفة من نوع "إف – 35 سي" المصمم لإقلاع الطائرة وهبوطها بشكل عمودي على حاملات الطائرات، حيث تبلغ كلفة الطائرة الواحدة 117 مليون دولار. في حين تبلغ كلفة نسخة "إف – 35 بي": المصممة للإقلاع القصير والهبوط العمودي، 135 مليون دولار.

وجود طائرات F35 الشبحية من الجيل الخامس ضمن الأسطول الجوي للقوات المسلحة الملكية سيكون عاملا حاسما وميزة كبيرة لخلق "توازن الرعب" مع الجزائر، والتفوق العسكري الجوي، سيمنح للمغرب قدرة على مواجهة التحديات الإقليمية، ويمكن أن يخلق هذا التفوق "نوعا من السلام" في المنطقة على مدى عقدين على الأقل بحكم أن التحرشات الجزائرية نابعة من اعتقادها أنها تتفوق على المملكة تسليحا، وبالتالي تبدي رغبتها الجامحة في نشوب حرب مادام هذا التفوق حاضرا، وهي "فرصة تاريخية" تعتقد أن عليها اقتناصها ضمن عقيدة جيشها، وعقده التاريخية من المملكة.

ومع كثرة الحديث عن الصفقة، يبقى سباق التسلح في المنطقة بين الجزائر والمغرب، والذي بدأت تدخله حتى إسبانيا التي تبدي تخوفاتها من مستوي التسليح المغربي، عاملا تنظر إليه واشنطن بنوع من إعادة ترتيب مصالحها وتحالفاتها مع دول المنطقة، خصوصا وأن موافقتها على أي صفقة تسليح من هذا النوع يوازيه تفاهمات جيوسياسية معقدة.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

نعيش أحلك سنوات المغرب سياسيا

يوم الخميس، 13 مارس الجاري، قرر الرئيس البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوسا، حل البرلمان وتنظيم انتخابات تشريعية مبكرة في 18 ماي المقبل، وذلك بعد حجب الثقة عن رئيس الوزراء اليميني ...

استطلاع رأي

بعد 15 شهرا من الحرب على غزة أدت إلى مقتل 46 ألفاً و913 شخصا، وإصابة 110 آلاف و750 من الفلسطينيين مع دمار شامل للقطاع.. هل تعتقد:

Loading...