عطاف يُجري مباحثات مع بلينكن والأخير يؤكد دعم واشنطن للجهود الأممية في قضية الصحراء المغربية دون إضافات تُرضي الجزائر
أجرى وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف مكالمة هاتفية مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، أمس الأحد، تناولت تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وعددا من القضايا الإقليمية والدولية، من بينها قضية الصحراء المغربية التي أصبحت تُقحمها الجزائر في كافة اتصالاتها ولقاءات الخارجية على أمل الحصول على موقف يدعم أطروحتها الداعمة للبوليساريو.
ووفق ما أوردته تقارير إعلامية، فإن بلينكن أكد خلال المكالمة دعم الولايات المتحدة لجهود المبعوث الأممي للصحراء المغربية، ستافان دي ميستورا، لإيجاد حل سياسي عادل ومقبول، وهو موقف في المجمل العام لا يُرضي الجزائر التي كانت آمالها كبيرة في إدارة بايدن بالتراجع عن قرار اعتراف واشنطن بسيادة المغرب على الصحراء.
وحسب العديد من القراءات السياسية، فإن الموقف الأمريكي الداعم للمبعوث الأممي هو موقف يتماشى مع مواقف جميع الأطراف المعنية بالنزاع، وبالتالي يلا يلبي طموحات الجزائر التي كانت تسعى للحصول على أكثر من ذلك، ولا سيما أن إدارة الرئيس جو بايدن تعيش فتراتها الأخيرة، حيث من المنتظر أن يتولى دونالد ترامب الرئاسة في يناير المقبل، وهو المعروف بمواقفه الداعمة لسيادة المغرب على الصحراء.
وأصدرت وزارة الخارجية الجزائرية بيانا مقتضبا حول المكالمة الهاتفية، أشارت إلى أن عطاف ونظيره الأمريكي تبادلا وجهات النظر حول العديد من المواضيع المدرجة على جدول أعمال مجلس الأمن، من بينها قضية الصحراء، لكن البيان لم يتطرق إلى تفاصيل الحديث حول ما دار حول قضية الصحراء المغربية، مما يدل على أن الجزائر لم تحقق الأهداف التي كانت تطمح إليها من خلال هذه المكالمة.
ويرى مراقبون أن الموقف الأمريكي الحالي بقيادة جو بايدن يعكس سياسة متوازنة تجاه النزاع في الصحراء المغربية، حيث يستمر في دعم الجهود الأممية دون أن يتبنى مواقف صريحة تنحاز لأحد الأطراف، لكن في نفس الوقت، لم تتراجع الإدارة الأمريكية عن الاعتراف الرسمي بسيادة المغرب على الصحراء، مما يجعل الرباط أكبر الرابحين من هذه السياسة.
ويأتي الاتصال بين عطاف وبلينكن في وقت تتجه الأنظار نحو الولايات المتحدة التي تستعد لاستقبال رئيس ترامب الذي يُتوقع أن يحمل معه تغيرات كبيرة في السياسات الخارجية، لاسيما تجاه قضية الصحراء المغربية التي يُعتبر فيها أول رئيس في التاريخ الأمريكي يُعلن دعمه الصريح لسيادة المغرب على الصحراء، ويُتوقع أن يستكمل باقي بنود الاتفاقيات المتعلقة بالاعتراف، ومن بينها افتتاح قنصلية أمريكية في الداخلة.
كما أن العديد من التقارير الإعلامية الدولية أشارت في الأيام الأخيرة، عن وجود قلق في الأوساط الجزائرية من السياسة الأمريكية الخارجية المتوقعة، خاصة في حالة تعيين ماركو روبيو في منصب وزير الخارجية، وهو السياسي الأمريكي الذي سبق أن أعرب عن مواقف مضادة للجزائر، وطالب بفرض عقوبات عليها جراء تحالفها مع روسيا.