عقب جولة دي ميستورا.. وكالة الأنباء الفرنسية AFP "تُحَرّف" كلام غوتيريش بخصوص الصحراء
لم تكتف وكالة الأنباء الفرنسية AFP بنقل تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الصادرة أمس الجمعة بشأن ملف الصحراء عقب الجولة الأولى لمبعوثه الشخصي، ستافان دي ميستورا، إلى المنطقة، كما هي، بل "اجتهدت" في تفسيرها بشكل يخدم الموقف الجزائري، حينما اعتبرت أن المعنيَيْن بتصريحات المسؤول الأممي عند حديثه عن "أطراف القضية المدعوين إلى الحوار" هما المغرب وجبهة "البوليساريو" حصرا، في حين أن هذا الأخير لم يقل ذلك.
وجاء في قصاصة AFP "دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة المغرب وجبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) إلى إظهار اهتمام أقوى من الجانبين لحل مشكلة الصحراء الغربية، وليس إلى الإبقاء فقط على عملية بلا نهاية"، حيث عملت على حصل أطراف القضية في المملكة والجبهة الانفصالية رغم أنها نقلت عن غوتيريش قوله أيضا "حان الوقت كي يفهم الأطراف الحاجة إلى الحوار والسعي إلى حل، وليس فقط إلى الإبقاء على عملية لا نهاية لها دون أمل في الحل".
وبالرجوع إلى التسجيل الكامل لندوة غوتيريش وإلى نص كلامه المنشوران تواليا في القناة الموثقة للأمم المتحدة على موقع "يوتوب" والموقع الرسمي للمنظمة، يظهر أن غوتيريش تفاعل مع سؤال لممثل وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي" والذي طُرح بالإسبانية وأجاب عنه الأمين العام باللغة نفسها، ويتعلق بما إذا كان هذا الأخير يرى وجود احتمالات لحل الصراع بعد زيارة دي ميستورا الأخيرة إلى المنطقة، بل إن الصحافي سأله عن رسالته إلى "الدول المؤثرة" في الملف.
وكان جواب غوتيريش كما ورد نصًا "لقد قام دي ميستورا بأول زيارة له للمنطقة، آمل أن تتطور العملية السياسية مرة أخرى"، وأضاف "رسالتي إلى الأطراف هي أن هذه المشكلة استمرت لعدة عقود في منطقة من العالم تعرف مشاكل أمنية خطيرة للغاية، إذ نرى أن الإرهاب صار يتزايد في منطقة الساحل وبالقرب منها، ومن مصلحة الجميع حل مشكلة الصحراء الغربية بشكل نهائي".
ولم يذكر غوتيريش أن المعنيين بالأمر هما المغرب و"البوليساريو" حصرا، وتأكيدا على ذلك قال "رسالتي هي أنه حان الوقت كي تفهم الأطراف الحاجة إلى الحوار وأن تسعى إلى الحل، لا فقط الإبقاء على عملية بلا نهاية وبدون أمل في الوصول إلى حل"، وكانت المرة الوحيدة التي اقتصر فيها على ذكر "طرفين اثنين" دون أن يسميهما، هي عندما ختم كلامه بالقول "أعتقد أن الوضع في المنطقة اليوم يتطلب اهتماما أقوى من الطرفين لحل المشكلة".
ويتضح أن جزم وكالة الأنباء الفرنسية بتفسير حديث غوتيريش عن "الطرفين" بكونه يقصد المغرب و"البوليساريو"، أمر في غير محله، فالتفسير الأقرب للمنطق هو أنه يقصد المغرب والجزائر، لأن سؤال وكالة "إيفي" دعا أساسا إلى توجيه رسالة "للدول" التي لها تأثير في الملف، بالإضافة إلى أن الأمين العام كرر مرتين عبارة "الأطراف" (Las partes) لا "الطرفين" (Las dos partes)، ولا يُعلم ما إذا كانت خلفيات "سوء التفسير" هذا مُتعمدة أم ناتجة عن سوء فهم.
وبشكل غير مباشر، تبنت AFP بقصاصتها موقف الجزائر الرسمي، إذ إن هذه الأخيرة ترفض وصفها بأنها طرف في الصراع، وأعلنت العام الماضي أنها لن تشارك في الموائد المستديرة للحوار الذي ترعاه الأمم المتحدة مرة أخرى، في حين أن قرار مجلس الأمن رقم 2602 الصادر بتاريخ 29 أكتوبر 2021 لا زال يعتبرها طرفا في القضية، وانطلاقا من ذلك شملت زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة الجزائرَ في أولى جولاته إلى المنطقة، إلى جانب المغرب وموريتانيا.