عودة أسد الأطلس إلى البرية.. الداخلية تمشط الغابات المعنية وجماعة آيت رحو تنفي مهاجمته لفتاة وتصف الأمر بـ"الإشاعات"
حركت وزارة الداخلية لجنة متخصصة إلى غابات ودواوير جماعة سبت آيت بن رحو بإقليم خنيفرة، وذلك للتحقق من عودة ظهور "أسد الأطلس" المنقرض في البرية منذ ما يقارب قرنا من الزمن، وذلك بعد تداول أنباء عن مهاجمته لفتاة، بالإضافة إلى بروز شهادات لسكان محليين تتحدث عن رؤيته مباشرة خلال الأيام الماضية.
ويوم أمس الاثنين، أصدرت الجماعة التابعة لقيادة مولاي بوعزة بدائرة أجلموس، البيان التوضيحي الثاني في الموضوع، الموقع من رئيسها عاشور بلهواري، موردة أنه "على إثر الإشاعات حول ظهور حيوان يشبه الأسد في إحدى المناطق التابعة لقبيلة آيت بوخيو، فإن مصالح جماعة آيت رحو تؤكد للرأس العام المحلي أمها لا أساس لها من الصحة".
ووفق الوثيقة، فإن لجنة محلية مختلطة، تضم جميع المصالح المعنية، قامت بحملة تمشيطية ميدانية، يوم السبت 30 دجنبر 2023، كما التقت ببعض سكان المنطقة، وتبين لها عدم وجود أي معلومة حول الحيوان المذكور، في حين أكدت جميع المصالح المتخصصة أنه "لا يوجد حيوان يشكل خطرا على الساكنة".
وكان خبر تعرض فتاة للهجوم من طرف "أسد"، قد أثار الذعر في نفوس سكان المنطقة المعروفة بمساحاتها الغابوية، لكنه أثار أيضا حماس المستكشفين والمهتمين بالثروة الحيوانية، على اعتبار أن الأمر يتعلق بأسد الأطلس، وهو رمز المغرب المنقرض في البرية، والذي توجد أعداد قليلة منه فقط في حديقة الحيوان بالرباط.
وسبق لجماعة سبت آيت رحو أن أصدرت بيانا آخر، بتاريخ 30 دجنبر الماضي، أكدت فيه أن ما يتم تداوله ليس سوى "إشاعات لا أساس لها من الصحة"، وأوردت أن المصالح الطبية المختصة عاينت إصابات الفتاة، واتضح لها أن الأمر يتعلق بحرح طفيف وأنها لا تحمل آثار عضة أسد".
وعبر منصات التواصل الاجتماعي، انتشرت تدوينات لأشخاص يقولون إنهم من سكان المنطقة ورأوا الأسد مباشرة، أو أنهم ينقلون شهادات لأناس آخرين من السكان المحليين يزعمون أنهم شاهدوه، الأمر الذي دفع طاقم برنامج "أمودو" الشهير إلى زيارة المنطقة، والذي بدوره نقل شهادة الفتاة ضحية الهجوم، إلى جانب شهادة شخص آخر قال إنه رآه بجوار مقبرة.
والمؤكد هو أن المغرب كان البيئة الطبيعية لأسد الأطلس منذ أكثر من 100 ألف سنة، وهو الأمر الذي أكده اكتشاف بقايا عظام فصيلته، أعلن عنه المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث في دجنبر من سنة 2022، لكنه بدأ ينقرض منذ عشرينات القرن الماضي جراء الصيد والتهريب في عهد الحماية الفرنسية، وفي السبعينات بدأ برنامج حماية آخر أعداده من خلال نقلها إلى حديقة الحيوانات الوطنية بالرباط.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :