عودة العلاقات بين المغرب وإسبانيا يطوي صفحة الخط البحري مع البرتغال
تتجه العلاقات المغربية الإسبانية نحو العودة إلى سابق عهدها، وإعادة كافة الروابط الثنائية، بما فيها الروابط البحرية بين البلدين، حيث من المُرتقب أن تستأنف الملاحة البحرية بين موانئ شمال المغرب وجنوب إسبانيا حركتها في غضون أيام، بعد إعلان الملك محمد السادس في خطاب ثورة الملك والشعب الأخير نهاية الخلاف الديبلوماسي مع إسبانيا وبداية مرحلة جديدة غير مسبوقة بين الطرفين.
وحسب مصادر مطلعة، فإن مشروع الخط البحري الذي كان قد اتفق عليه المغرب مع البرتغال من أجل ربط ميناء بورتيماو البرتغالي بميناء طنجة المتوسط في شمال المغرب، من أجل عبور الجالية المغربية، قد طُويت صفحته ولن يتم إطلاقه في ظل اقتراب عودة الحركة البحرية إلى طبيعتها السابقة بين المغرب وجارته إسبانيا.
ووفق ذات المصادر، فإن الاتفاق المغربي مع البرتغال لإطلاق خط بحري مباشر، كان رد فعل مرتبط بالأزمة مع الديبلوماسية، بالرغم من أن المشروع لم ير النور، وتراجع الطرفان عنه في الأسابيع الماضية بسبب عراقيل لوجيستيكية وجغرافية، وأيضا اقتصادية حيث كانت مجلس مدينة بورتيماو يظن أن الخط سينقل السياح المغاربة إلى مدينتهم وليس العكس، مما اعتُبر أن المشروع غير مغري للمدينة ولن يفيدها.
وبدا واضحا مؤخرا، حتى في ظل الأزمة مع إسبانيا، أن إطلاق الخط البحري بين المغرب والبرتغال لن يتم، في ظل الصمت التام للحكومة المغربية التي كانت هي من بشرت بإطلاق هذا الخط، واقتراب نهاية عطلة فصل الصيف وبداية عودة الجالية المغربية إلى ديار المهجر، وبالتالي فإن إطلاق الخط في الوقت الراهن لن يقدم أي فائدة تُذكر.
ويُرتقب بعد عودة العلاقات بين المغرب وإسبانيا، أن تُستأنف الرحلات البحرية الاستثنائية بين البلدين على غرار ما كان معمولا به قبل اندلاع الأزمة الديبلوماسية في أبريل الماضي، وقد يتم ذلك خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
جدير بالذكر أن الأزمة بين المغرب وإسبانيا كانت قد اندلعت في أبريل الماضي بعد تم افتضاح أمر دخول زعيم "البوليساريو" إبراهيم غالي إلى التراب الإسباني من أجل تلقي العلاج من إصابته بفيروس كورونا، وهو الدخول الذي كان سريا بتنسيق بين إسبانيا الجزائر.
وكانت مجلة "جون أفريك" الفرنسية، هي من نشرت معلومة تواجد غالي في احد المستشفيات الإسبانية، بعد تسريب المعلومات إليها من طرف المخابرات المغربية التي رصدت هذا التحرك، لتندلع بعد ذلك أزمة حادة بين الرباط ومدريد، حيث اعتبر المغرب أن استضافة إسبانيا لزعيم حركة إنفصالية هو ضرب لعلاقا حسن الجوار.
كما أدت الأزمة إلى تعديل حكومي في الحكومة الإسبانية وأطاحت بوزيرة الخارجية الإسبانية، أرانشا غونزاليز لايا، التي كانت أحد أبرز الأسماء في هذه الأزمة، بسبب تأشيرها على دخول إبراهيم غالي إلى التراب الإسباني، وقد تم تعويضها بخوسي مانويل ألباريس، سفير إسبانيا في باريس سابقا، وقد اتخذ الأخير نهجا ديبلوماسيا لينا مع المغرب بهدف إنهاء الأزمة منذ توليه منصبه في يوليوز الماضي.