فرضها وترامب وتفيد المغرب.. مطالب إسبانية للاتحاد الأوروبي بالتفاوض مع بايدن لإسقاط رسوم جمركية
طالبت عدد من المنظمات الفلاحية والزراعية الإسبانية، وعلى رأسها الرابطة الإسبانية لصناع وتجار زيت الزيتون "أسوليفا" بضرورة الضغط على حكومات الاتحاد الأوروبي لبدء المفاوضات مع الإدارة الأمريكية الجديدة بقياد جو بايدن، من أجل السحب الكامل للرسوم الجمركية التي فرضها دونالد ترامب على صادرات الاتحاد الأوروبي ابتداء من 2019.
ووفق ما أوردته صحيفة "الإسبانيول" الإسبانية، فإن قطاع زيت الزيتون الإسباني هو أكثر القطاعات تضررا من الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة دونالد ترامب على صادرات الاتحاد الأوروبي، حيث تراجعت صادرات إسبانيا من الزيتون الأسود إلى الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 68 في المائة، وبنسبة 25 بالمائة للزيتون الأخضر، بعد دخول الرسوم الجمركية الأمريكية حيز التنفيذ في عهد دونالد ترامب.
وأشارت الصحيفة الإسبانية، أن هذه الرسوم الجمركية، أفادت دولا أخرى خارج الاتحاد الأوروبي، وعلى رأسها المغرب، التي استفاد من الوضع، وارتفعت صادرته من الزيوت والزيتون إلى الولايات المتحدة الأمريكية، مضيفة أن المغرب يُعتبر من أكبر المنافسين في هذا المجال على المستوى الدولي.
وكانت الرابطة الإسبانية لصناع وتجار زيت الزيتون قد أعربت عن قلقها من فرض إدارة ترامب لهذه الرسوم على الصادرات الأوروبية نحو الولايات المتحدة الأمريكية حيث قالت وفق وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي" في وقت سابق، أن فرض هذه الرسوم سيؤدي إلى خروج زيت الزيتون الإسباني من هذه السوق لصالح مصدرين آخرين من بينهم المغرب.
وكانت إدارة دونالد ترامب قد قررت الرفع من الرسوم الجمركية على صادرات الاتحاد الأوروبي بنسبة 25 بالمائة، وقد وافقت عليها منظمة التجارة بعدما حكمت الأخيرة لصالح الولايات المتحدة الأمريكية ضد الاتحاد الأوروبي، في قضية استمرت لمدة 15 عاما، وتتعلق بصراع بين عملاقي الطائرات "بوينغ" و"إيرباص"، إذ اتهمت واشنطن بروكسيل بتقديم دعم للشركة الأوروبية، ما خرق قواعد المنافسة.
وبناء على قرار المنظمة فإن الولايات المتحدة ستحصل على 7 ملايير ونصف المليار دولار من الاتحاد الأوروبي عبر رسوم جمركية بدأ فرضها في 18 أكتوبر 2019، وتستهدف في الغالب المنتجات الغذائية وفي مقدمتها الزيوت والفواكه والأجبان والماء والعصائر والنبيذ واللحوم والقهوة والمعجنات.
ويتضح أن قطاع الزيتون، إضافة إلى قطاع النبيذ الإسبانيين هما الأكثر تضررا من هذه الرسوم الجمركية، خاصة أن السوق الأمريكي يُعتبر ثاني أكثر الأسواق استيرادا لمنتجات الزيتون الإسبانية، بحوالي 120 ألف طن بشكل سنوي.
هدنة مؤقتة
جاءت مطالب الإسبان بإنهاء هذه الرسوم الجمركية بعد تعبيرهم عن الارتياح إثر اتفاق الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي مؤخرا بتعليق العمل بالرسوم الجمركية لمدة 4 أشهر، الأمر الذي أعاد الأمل بتحسن صادرات الإسبانية من الزيتون إلى أمريكا من جديد.
واتخذت إدارة بايدن قرار الهدنة مع الاتحاد الأوروبي، من أجل انعاش الحركة التجارية بين الطرفين، وهي الحركة التي تضررت بسبب إقدام إدارة ترامب على فرض رسوم جمركية إضافية بسبب النزاع الذي كان قائما بين إيرباص وبوينغ.
ويأمل الفاعلون الاقتصاديون الإسبان الذين ينتمون للقطاعات الفلاحية والزراعية التي تضررت بالرسوم الجمركية المفروض على صادرات الاتحاد الأوروبي، بأن يتم الاتفاق بشكل نهائي على إنهاء تلك الرسوم، معتبرين، أنها "رسوما غير عادلة"، ويدفعون ثمن نزاع ليسوا طرفا فيه، ولا يخدم مصالح سوى بلدان أخرى، مثل المغرب.