فرنسا تسقط جنسيتها عن مغربي بعد محاولته الانضمام لـ"مجموعة إرهابية"
قررت فرنسا سحب جنسيتها من شاب مغربي الأصل مزداد فوق ترابها، بعد إدانته بمحاولة الانضمام لمجموعة إرهابية إثر الهجمات الدامية على صحيفة "شارلي إيبدو"، الأمر الذي أثار ردود فعل متباينة نظرا لاستثنائية مثل هذه القرارات وأيضا بسبب صغر سن المعني بالأمر خلال إقدامه على مغامرته.
وصدر مرسوم حكومي بإسقاط الجنسية الفرنسية عن فيصل آيت مسعود المولود في 23 غشت 1996 ببلدة "تراب" التابعة لإقليم "إيفلين"، وفق ما كشفت عنه وكالة الأنباء الفرنسية "أ.ف.ب" وصحيفة "لوموند"، وذلك عقب إدانته في مارس من سنة 2018 في قضية تتعلق بـ"الإرهاب".
وكان آيت مسعود قد حاول الوصول إلى مناطق القتال في سوريا سنة 2015 بعد أيام قليل من الهجوم على مقر "شارلي إيبدو" الذي خلف 12 قتيلا، حيث انتقل إلى تركيا رفقة شابين وفتاة قبل أن يفتضح أمرهم بعد حادث سير، لينقلوا إلى فرنسا ويتابعوا بتهمة "التآمر على ارتكاب أعمال إرهابية".
وحُكم على الشابين اللذان كانا يبلغان من العمر حينها 24 و22 عاما بالسجن 5 سنوات، فيما حُكم على الفتاة بـ4 سنوات، وهي العقوبة نفسها الذي قررتها المحكمة في حق آيت مسعود الذي كان أصغرهم، إذ لم يكن عمره يتجاوز وقت إقدامه على السفر 19 عاما.
واستغرب محامي الشاب صدور هذا المرسوم بالنظر لـ"محاولات إعادة الإدماج التي انخرط فيها المعني بالأمر"، كما نبه أيضا إلى أن الشاب الذي ولد وترعرع في فرنسا "لديه ارتباط ضعيف بالمغرب"، مؤكدا أنه سيستأنف ضد القرار.
وتكمن غرابة هذه الخطوة أيضا في كون القاضي الذي حكم عليه نفسه قرر تخفيف عقوبته مقارنة بمرافقيه الآخرين نظرا لصغر سنه، وأيضا بسبب "قدرته على الاندماج أكثر من رفاقه، وانتمائه لبيئة أسرية أكثر استقرارا وأقل تقبلا للتطرف".
ومنذ 1996 سحبت فرنسا 13 جنسية من مواطنيها بسبب "قضايا الإرهاب"، منها 5 حالات سنة 2015 التي شهدت سلسلة من الهجمات الدامية أزهقت أرواح نحو 150 شخصا، وحاولت الحكومة في 2016 تمرير تعديل دستوري يوسع نطاق الحرمان من الجنسية في صفوف المزدادين فوق التراب الفرنسي لكنها لم تنجح في ذلك.