فضيحة رش البرتقال بمادة ممنوعة تصل البرلمان.. سؤال لوزير الفلاحة ومطالب باستدعاء مدير "أونسا" إلى لجنة القطاعات الإنتاجية
لا يبدو أن التفاعل المتأخر للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية "أونسا"، الصادر أمس الثلاثاء، بخصوص موضوع البرتقال المغربي الذي منعت السلطات الهولندية عرضه في أسواقها بسبب احتوائه على كميات غير آمنة من مبيد "كلوربيريفوس"، قد كان مقنعا بالنسبة للعديد من المتابعين، وهو ما يُفسر قيام فريق حزب التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، اليوم الأربعاء، بتوجيه سؤال كتابي حول الموضوع للوزير الوصي على قطاع الفلاحة، كما طلب عقد اجتماع عاجل للجنة القطاعات الإنتاجية.
ووجه الفريق سؤالا كتابيا إلى محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، حول "ما أثير بشأن العثور على بقايا مبيدات حشرية في البرتقال الموجه إلى السوق"، منطلقا من مادة سابقة نشرتها "الصحيفة" حول احتمال وجود هذه المادة في البرتقال المنتج محليا، والذي عند استهلاكه قد يُسبب العديد من المشاكل في خلايا الدماغ بالنسبة للأطفال، مشيرا أيضا إلى منع السلطات الهولندية توزيعه، بحجة احتوائه على المبيد الحشري المذكور، والممنوع من طرف الاتحاد الأوروبي.
وطلب الفريق الوقوف عن حقيقة هذا الموضوع، متسائلا عن الإجراءات المتخذة من طرف الوزارة المكلفة بالفلاحة لضمان السلامة الصحية للمنتجات الغذائية المستهلكة من طرف المغاربة، وعن التدابير المتخذة للسهر على مراقبة استعمال المبيدات الحشرية المستعملة في المجال الفلاحي.
من ناحية أخرى، وارتباطا بالموضوع ذاته، طلب فريق التقدم والاشتراكية عقد اجتماع للجنة القطاعات الإنتاجية، وذلك بناء على الفقرة الثانية من المادة 101 من النظام الداخلي لمجلس النواب، حاثاًّ رئيسها على استدعاء وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وكذا المدير العام للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية "أونسا"، من أجل مناقشة موضوع "شروط سلامة المنتوجات الغذائية التي يستهلكها المغاربة".
وكانت "أونسا" قد تفاعلت أمس مع الموضوع بعد صمت طويل، وذلك إثر سلسلة من المواد التي نشرتها "الصحيفة"، حيث اعترفت بالفعل بوجود المشكلة، قائلة إنها توصلت بإخطار من نظام RASFF الأوروبي، الخاص بمراقبة الأغذية،بخصوص سحب السلطات الصحية الهولندية لشحنة البرتقال المغربي بسبب وجود بقايا مبيد "كلوربيريفوس" بنسبة 0,017 ميليغرام في الكيلوغرام، أي أنها تتجاوز النسب القصوى المسموح بها من طرف الاتحاد الأوروبي وهي 0,010 ميليغرام في الكيلوغرام.
وقالت المؤسسة إن مصالحها قامت بإجراء التحريات الميدانية والمخبرية اللازمة التي مكنت من تحديد الحقل المعني بشحنة البرتقال المسحوبة، علاوة على تتبع مسار مختلف شحنات البرتقال المُصدرة، مبرزة أن الأمر يتعلق بشحنة وحيدة من البرتقال المغربي وليس بكل صادرات البرتقال الموجه للسوق الهولندي، لكنها تحاشت التطرق إلى سئاؤل سبق أن وجهته لها "الصحيفة" شفويا وكتابيا بخصوص إمكانية وجود مادة "كلوربيريفوس" في المنتجات المستهلكة محليا.