"فوكس" يطارد سانشيز في البرلمان بسبب دعمه الحكم الذاتي في الصحراء.. وينتقد رغبة المغرب "السيطرة على سبتة ومليلية ومحاولة ضمهما"
لم يستسغ اليمين الإسباني مُخرجات رحلة رئيس الحكومة بيدرو سانشيز إلى المغرب، التي تم الكشف عنها بعد اجتماعه بالملك محمد السادس، حيث أعاد التأكيد على دعم بلاده للحكم الذاتي المغربي في الصحراء، لكن دون الحصول على أي "اعتراف" بالسيادة الإسبانية على سبتة ومليلية والجزر المتنازع عليها، وهو ما حرك برلمانيين ضده.
واليوم الجمعة، وضع حزب "فوكس" اليميني المتطرف، مقترحا لدى مجلس النواب، يحث الحكومة الإسبانية على السعي للحصول على "اعتراف صريح وغير مُتحفظ" من المغرب بـ"السيادة" الإسبانية على مدينتي سبتة ومليلية والجزر المتوسطية المتنازع بشأنها، مشيرا إلى أن الرباط لديها طموح لـ"السيطرة عليها وضمها إلى أراضيها".
وسجل الحزب صاحب ثالث أكبر كتلة في الغرفة الأولى بالبرلمان الإسباني، اقتراحا تشريعيا لا يرقى إلى مرتبة قانون، من أجل مناقشته في لجنة الخارجية بالمجلس، جاء فيه أن "وجود أراضٍ إسبانية في شمال إفريقيا، يمثل إحدى المشاكل الرئيسية في العلاقات الثنائية بين مدريد والرباط"، موردا أن المغرب "يسعى إلى ضم تلك الأقاليم بما يتعارض مع القواعد الدولية".
وتحدث الحزب الإسباني عن أن المغرب "يعتمد نهجا عدائيا منذ التسعينات" بخصوص تلك الأقاليم، عن طريق استراتيجية تعتمد على "الابتزاز والهجرة"، وهو الأمر الذي يرى فيه "تهديدا كامنا" للسيادة الإسبانية عليها، مستحضرا أزمة الهجرة غير النظامية التي حدثت في ماي من سنة 2021 في سبتة، إبان الأزمة الدبلوماسية بين البلدين.
واستحضر "فوكس" في المقابل "التحول في الموقف التاريخي لإسبانيا بشأن الصحراء"، في إشارة إلى إعلان حكومة سانشيز، خلال ولايتها الماضية، دعم مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، وهو الأمر الذي تجدد التأكيد عليه خلال الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء الإسباني إلى الرباط، أثناء لقائه بالعاهل المغربي.
وأول أمس الأربعاء، قال بلاغ للديوان الملكي إن رئيس الحكومة الإسبانية جدد للملك محمد السادس، التأكيد على موقف إسبانيا الوارد في البيان المشترك لأبريل 2022، الذي يعتبر المبادرة المغربية للحكم الذاتي بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية هذا الخلاف، وأعرب العاهل المغربي عن "شكره لإسبانيا على هذا الموقف الجديد البناء والهام".
وفي المقابل، نقلت وسائل إعلام إسبانية عن سانشيز تأكيده أن زيارته للرباط لم تُسفر عن تحديد أي موعد لعودة نشاط مكتب الجمارك التجارية لمدينة مليلية المتوقف منذ سنة 2018، أو افتتاح نظيره في مدينة سبتة، حتى مع تأكيده أن الجانب الإسباني مستعد لهذه الخطوة.
وقال سانشيز "على الجانب الإسباني كل شيء جاهز"، وأضاف "بمجرد الانتهاء من الاستعدادات على الجانب المغربي سنكون قادرين على البدء"، ووفق صحيفة "إلباييس" فإن الحسم في هذا الموضوع لم يتم سواء في لقاء رئيس وزراء مدريد بالعاهل المغربي، أو بنظيره عزيز أخنوش قبل ذلك.