في خضم الأزمة الديبلوماسية مع المغرب.. الجيش الإسباني يُعلن عدم إحياء ذكرى مئوية "كارثة أنوال"

قالت صحيفة "الكونفدينثيال ديخيتال" الإسبانية، إن الجيش الإسباني ووزارة الدفاع، لن يُحييان ذكرى مرور 100 سنة على "كارثة أنوال" في 22 يوليوز الجاري، وهي المعركة العسكرية التي راح ضحيتها أكثر من 10 آلاف جندي إسباني على يد المجاهدين المغاربة في منطقة أنوال بالريف المغربي في سنة 1921.

وكان الجيش الإسباني قد دأب كل سنة في 22 يوليوز على إحياء ذكرى هذه المعركة التي تصفها إسبانيا بـ"الكارثة"، من أجل الترحم على أرواح الجنود الإسبان الذي سقطوا على يد المقاومين الريفيين المغاربة خلال الحقبة الاستعمارية مع بداية القرن العشرين.

ووفق الصحيفة الإسبانية المذكورة، فإن الجيش الإسباني لن يُحيي الذكرى هذه السنة، بالرغم من أنها تتزامن مع مرور 100 عام على وقوعها، حيث وقعت كارثة أنوال في سنة 1921، دون تفسير سبب إلغاء احياء الذكرى هذه السنة.

ويأتي هذا القرار في خضم الأزمة الديبلوماسية القائمة حاليا بين المغرب وإسبانيا، حيث العلاقات الثنائية بين البلدين على المستوى الديبلوماسي والسياسي منقطعة، بعدما تفجرت الأزمة باستقبال إسبانيا لزعيم البوليساريو إبراهي غالي، وهو ما اعتبره المغرب ضربا لعلاقات حسن الجوار بين البلدين.

ولازالت الأزمة مستمرة بين البلدين، حيث دخلت في مرحلة جمود، ولا تظهر هناك أي بوادر بقرب انتهائها، بالرغم من المحاولات الإسبانية، بقيادة بيدرو سانشيز ووزير خارجيته، التخفيف من حدة الخلاف مع المغرب بتصريحات تدعو إلى الحوار وإعادة العلاقات بين الطرفين.

هذا وتُعتبر معركة أنوال، من أكثر المعارك التي تكبد فيها الجيش الإسباني خسارة فادحة، حيث سقط أكثر من 10 آلاف جندي إسباني دفعة واحدة على يد المقاومين المغاربة في الريف، وقد وصفتها الصحافة الإسبانية أنذاك بالهزيمة الكارثية والأكثر فداحة في تاريخ إسبانيا الحديث.

وكانت هذه المعركة قد تسبب في زعزعة الاستقرار السياسي في إسبانيا، وأدت إلى حدوث إنقلاب عسكري في إسبانيا بقيادة الجنرال بريمو ريفيرا، وقد وصل دوي هذه المعركة إلى المستوى الدولي، قبل أن تقوم إسبانيا بالتحالف مع دول أوروبية، كفرنسا من أجل القضاء على المقاومة الريفية بعد سنوات من "كارثة أنوال".

وفي الجانب المغربي، تُعتبر معركة أنوال من أكثر المعارك المجيدة التي نجح فيها المغاربة في تكبيد خسارة فادحة للجيوش الإسبانية، كما أن التكتيك الحربي الذي استخدمه الريفيون المغاربة بقيادة محمد بن عبد الكريم الخطابي، بالاعتماد على حرب العصابات، أصبح تكتيكا يعتمد عليه الكثير من الثوار في العالم.