في ظل سعيها لتنزيل قرار الترحيل السريع للمهاجرين.. مسؤولان في الحكومة الألمانية يزوران المغرب للقاء الفتيت

بعثت الحكومة الألمانية اثنين من ممثليها إلى المغرب لمناقشة قضايا تهم التعاون الأمني وسياسات الهجرة، ويتعلق الأمر بوزيرة الداخلية نانسي فيزر، ومفوض الحكومة الفدرالية المكلف بالهجرة واللجوء يواخيم ستامب، وهو الأمر الذي يأتي بعد إعلان المستشار الألماني، أولاف شولتس، المضي إلى سياسة "أكثر صرامة" بخصوص عمليات الترحيل.

الزيارة التي يُنتظر أن يلتقي خلالها المسؤولان الألمانيان بوزير الداخلية عبد الوافي لفيت، ستبدأ يوم الاثنين المقبل وستمتد ليومين، وذلك بعد إعلان المستشار الألماني في مقابل مع مجلة "شبيغل" الألمانية، أن بلاده ستقوم بترحيل من ليس لديه حق الإقامة في ألمانيا على نطاق واسع، معتبرا أن استمرار إجراءات الترحيل لعدة سنوات "أمر غير مقبول".

ولم يتم الإعلان عن جدول أعمال هذه الزيارة، لكن وزيرة الداخلية الألمانية تسعى لتنفيذ هذا الوعد إذ قدمت مشروع قانون تمت الموافقة عليه من قبل المجلس الوزاري الاتحادي، وفق ما كشفت عنه شبكة "دوتش فيله"، وقالت أول أمس الأربعاء "إن إصلاح إجراءات الترحيل ليست سوى خطوة في سلسلة من خطوات ستشهدها سياسة الهجرة".

وأوردت الوزيرة نفسها "نضمن بأنه يجب على الأشخاص الذين ليس لديهم حق الإقامة مغادرة بلادنا بسرعة أكبر، وبهذه الطريقة، نحن نعزز دعم المجتمع لاستقبال اللاجئين في ألمانيا"، مشيرة إلى أن الإجراءات المشددة التي تضمن عودة المزيد من الأشخاص بسرعة تعتبر ضرورية، حتى تستوفي ألمانيا مسؤوليتها الإنسانية تجاه من يحتاجون إلى الحماية من الحروب والإرهاب".

وتحتاج ألمانيا إلى التعاون مع دول الاستقبال من أجل ترحيل المهاجرين المعنيين، الذين لن يتم إخطارهم مسبقا بقرب ترحيلهم، باستثناء العائلات التي تمتلك أطفالا صغارا، وفق مشروع القانون، وإذا لم يكن الأشخاص المعنيون يمتلك جواز سفر، ستكون للسلطات صلاحية تفتيش هواتفهم الجوالة الخاصة أو الخزائن الخاصة بهم لتحديد هويتهم.

وأوردت المصادر الألمانية نفسها أنه سيتم تمديد الفترة القصوى للاحتجاز قبل الترحيل من 10 إلى 28 يوما لمنح السلطات وقتا أطول للتحضير لعمليات الترحيل، كما يمكن ترحيل أعضاء الجماعات الإجرامية المنظمة في ألمانيا، بغض النظر عما إذا كانوا قد أدينوا بجريمة.

ويأتي الإعلان عن زيارة المسؤولين الألمانيين إلى الرباط، مباشرة بعد أن كشفت صحيفة "بيلد" الألمانية عن قيام المغرب بإعطاء معلومات استخباراتية لسلطات برلين، مكنت من اعتقال شخص مشتبه بتورطه في "الإرهاب" مصري - ألماني، كان يُخط للهجوم على مسيرة مؤيدة لإسرائيل بواسطة شاحنة، لقوم الشرطة باعتقاله يوم الثلاثاء الماضي في مدينة دويسبورغ.