في ظل صمت بلحاج وجامعته.. الهجرة السرية للملاكمين المغاربة تتواصل في بطولة العالم للشباب ببولندا

تأكد أن البطل الشاب محمد أبو حمادة، ثالث ملاكم مغربي يغادر معسكر المنتخب المغربي، المقام بمدينة كيلسي البولندية، على هامش المشاركة في بطولة العالم للشباب، التي انطلقت فعاليتها، منذ بداية الأسبوع المنصرم وتستمر إلى غاية السبت المقبل.

هذا وعلمت "الصحيفة"، نقلا عن مصادر مطلعة، أن الشقيق الأصغر للبطل المغربي السابق عبد الجليل أبو حمادة، قرر السير على منوال زميليه رضى البويحياوي (وزن -60 كلغ) وإلياس بنلمليح (وزن -75 كلغ)، اللذين غادرا مقر إقامة بعثة المنتخب الوطني، في ظروف غامضة، بعد أن تخلفا عن خوض نزاليهما برسم الدور الأول من منافسات بطولة العالم، المقامة حاليا في بولندا.

أبو حمادة، الذي سجل حضوره في البطولة العالمية، قبل أيام قليلة، حيث انهزم في دور ثمن النهائي أمام بطل دولة أوزبكستان، ارتأى، حسب مقربين منه، اللحاق بشقيقه الأكبر، بطل إفريقيا سنج 2015 و2017، الذي استقر في ألمانيا، بعد أن قرر بدوره مغادرة المنتخب الوطني والبحث عن آفاق جديدة لتأمين مستقبله، علما أنه كان من بين الأسماء المعول عليها للتألق في المحافل الدولية.

هذا وحاول الموقع التواصل، مجددا، مع مسؤولي الجامعة الملكية المغربية للملاكمة، من أجل معرفة حيثيات الواقعة، إلا أن الاتصالات قوبلت بالتعثيم والتجاهل، سواء عبر زبيدة وسام، مسؤولة التواصل داخل الـ FRMB، أو منير البربوشي، المدير التقني للمنتخبات الوطنية، الذي يترأس البعثة المغربية في بولندا، الأخير الذي اعتذر عن الإدلاء بتصريحات علنية في الموضوع، كونه غير مخول بذلك.

في موضوع ذي صلة، تعيش جامعة الملاكمة على صفيح ساخن، خلال الساعات الماضية، بعد تواصل مسلسل "هجرة" الملاكمين الشباب، خاصة وأن صورة الرياضة الوطنية تتلطخ على المستوى الدولي، علما أن المغرب يعد البلد الإفريقي الوحيد الذي سجل مشاركته في بطولة العالم ببولندا على صعيد الذكور والإناث، إلا أنه بالإضافة إلى الإخفاق في تحقيق نتائج جيدة، ستعود البعثة الوطنية منقوصة من ثلاث عناصر واعدة، كان يتنبأ له المتتبع لرياضة "الفن النبيل' بمستقبل رياضي زاهر.

ويبدو أن عبد الجواد بلحاج، الرجل الأول على هرم رياضة الملاكمة والمدير السابق للتشريفات والأوسمة بالقصر الملكي، سيكون مطالبا بتقديم توضيحات حول ملابسات فرار الملاكمين الثلاث، خاصة وأن الأمر يتعلق بمشاركة في بطولة دولية رسمية، بدعم من اللجنة الوطنية الأولمبية، التي أمام مسؤولية أيضا لتقديم تقرير عن الواقعة، على اعتبارها جهازا مسؤولا على الرياضة الوطنية.

وتعتبر هذه ليست المرة الأولى التي تعيش فيها الملاكمة المغربية واقعة مماثلة، حيث تكرر المشهد خلال مناسبات عدة مع أبطال آخرين، قرروا مغادرة معسكرات المنتخب الوطني، إلى وجهات خارجية، بحثا منهم عن ظروف عيش وممارسة أفضل، وهو ما يساءل الجهاز الوصي على القطاع الرياضي واللجنة الأولمبية الوطنية عن الأسباب التي تدفع إلى "هجرة الأبطال".