قبل نتنياهو كان محمود عباس.. الخارجية الفلسطينية تنشر خريطة مبتورة للمغرب وتعتبر الصحراء "دولة"
ليس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الوحيد الذي يُقدم على تصرفات تُرسخ قناعات لدى المغاربة مفادها أنه يتم التلاعب بقضية الوحدة الترابية للمملكة لأغراض سياسية، فالظاهر أن السلطة الفلسطينية بدورها تتبع النهج نفسه، إذ نشرت هي الأخرى خريطة للعالم تتضمن المغرب وهو مقسم إلى شطرين.
الأمر يتعلق بمنشور لوزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية التابعة للسلطة الوطنية في رام الله، التي يقودها الرئيس محمود عباس أبو مازن، وفيها تظهر خريطة المغرب منفصلة عن الصحراء في صورة تُظهر "الدول" التي تعترف بدولة فلسطين، وتاريخ النشر حديثٌ ويعود إلى 23 ماي 2024، وقد جرى تعميم الخريطة على منصات التواصل الاجتماعي للوزارة.
ووفق ما عاينته "الصحيفة" من خلال الحساب الرسمي لوزارة الخارجية الفلسطينية عبر موقعي "فيسبوك" و"إكس"، فإن الخريطة نُشرت إثر إعلان إسبانيا وجمهورية إيرلندا والنرويج الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مُرفَقة بعبارة تقول إن عدد الدولة التي اتخذت هذه الخطوة وصل إلى 147 من أصل 193 دولة.
وتظهر الدول التي لا تعترف بفلسطين باللون الوردي، أما التي تعترف بها فتظهر باللون البني الفاتح، والمغرب أيضا يظهر بهذا اللون الذي يشمل كذلك الصحراء، الأمر الي يدعو للتساؤل حول ما إذا كان المقصود هو أن السلطة الفلسطينية تعترف بما تسميها جبهة "البوليساريو" الانفصالية "الجمهورية الصحراوية".
وللموضوعية، اطلعت "الصحيفة" على منشور لوزارة الخارجية الفلسطينية يتم تحديثه باستمرار تحت عنوان "فلسطين في المنظومة الدولية: الدول التي اعترفت بدولة فلسطين"، ولا تتضمن القائمة أي كيان باسم "الجمهورية الصحراوية" أو "الصحراء الغربية".
لكن ذلك لا ينفي غموض الموقف الفلسطيني الرسمي من قضية الصحراء بعد المنشور الأخير، خصوصا أنه في يوليوز من سنة 2023، وعبر إحدى القنوات الجزائرية، تحدث وزير الشباب والرياضة في الحكومة الفلسطينية وأمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح"، جبريل الرجوب، عن دعمه لموقف الجزائر بخصوص إجراء استفتاء تقرير المصير في الصحراء.
وتحدث رجوب حينها عن "الاتكاء على إسرائيل أو حتى على الولايات المتحدة لتصير الصحراء مغربية أو جزائرية" وتابع "أعتقد أن اللجوء إلى الإسرائيليين أو أن إسرائيل يمكن أن تكون مصدر قوة لأحد أو إضعاف لأحد غير صحيح ولن يكون"، ليخلص إلى أن "الموقف الجزائري بالاحتكام إلى الاستفتاء والحوار مع الأشقاء وإقصاء وإبعاد أعداء الجزائر والمغرب هو الخيار أو النهج الصحيح".
نشر الخريطة المبتورة من طرف الفلسطينيين، يأتي في سياق حساس حيث تستمر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي انحازت فيها الرباط إلى الفلسطينيين، وقد سبق ما حدث أمس الخميس حين أظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خريطة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تفصل الأقاليم الصحراوية عن باقي التراب المغربي.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :