قضية بطلة التايكواندو أبوفارس.. هل يتم استغلال "القاصر" لخدمة "أجندة" معينة؟
عقدت فاطمة الزهراء أبو فارس، البطلة المغربية في رياضة التايكواندو، مساء اليوم الثلاثاء، ندوة صحافية بأحد فنادق مدينة الدار البيضاء، من أجل تسليط الضوء على القضية التي أثارت جدلا واسعا لدى الرأي العام الرياضي الوطني، حيث تعاطفت معها شريحة واسعة من الرأي العام، بعد قرار استبعادها من قائمة الأسماء التي ستتنافس من أجل المشاركة في "أولمبياد2020".
صاحبة الـ17 سنة، المتوجة بالميدالية الذهبية خلال الألعاب الإفريقية، التي أقيمت في المغرب، صيف السنة الماضية، حضرت الندوة، مصحوبة بوالدها ومدربها بنادي "الوفاق"، الأخير الذي استغل المناسبة لتوجيه اتهامات مباشرة للمسؤولين عن رياضة التايكواندو في المغرب، بعد ما وصفه بـ"الإقصاء" في حق البطلة الشابة.
اليزيد السعودي، مدرب البطلة فاطمة الزهراء أبوفارس، وجه صكوك الاتهام، بالاسم، إلى الإطار الفرنسي دفيد سيكو، مدرب المنتخب الوطني، والذي قال إنه كان يمارس سلوكات مشينة في حق ابنة مدينة الفقيه بنصالح، كما أن الأخيرة تم تهميشها قياسا بباقي بطلات المنتخب الوطني، على حد تعبيره.
وعن الإصابة التي تزعم جامعة التايكواندو أنها السبب في عدم الاعتماد على أبو فارس، من قبل الإدارة التقنية الوطنية، فإن البطلة المغربية، بادرت إلى إجراء خبرة طبية مضادة، في أحد المصحات بمدينة الدار البيضاء، تفيد جاهزيتها البدينة (تتوفر الصحيفة على نسخة منها).
في المقابل، يرى القائمون على شأن رياضة التايكواندو أن "تهويل" الموضوع لا يخدم البطلة الشابة، معتبرين إياها من الأسماء المعول عليها ضمن مشروع "أولمبياد2024 " في باريس، والتي تم إسقاط اسمها من اللائحة، بناء على تصور المدرب الفرنسي للمنتخب الوطني، الأخير الذي يخشى أن يضيع المغرب في مقعد "أولمبي" في حالة إصابة أبوفارس، علما أن البطلة لم تتعافى بشكل كلي من إصابة في الرجل، حسب ما جاء على لسان مسؤول جامعي، في تواصله مع "الصحيفة".
وطرحت الجريدة تساؤلا على مدرب أبو فارس، إن كانت فعلا جهات خارجية تحاول الإصطياد في الماء العكر واستغلال قضية البطلة لتصفية حسابات ضيقة، في أفق الجمع العام الانتخابي لجامعة التايكواندو، إلا أن الإطار الوطني التزم بدور التقني الذي لا يناقش الأمور التسييرية، في وقت كانت بعض الوجوه "المعارضة" لسياسة المكتب الحالي للرئيس ادريس الهلالي، حاضرة في كواليس الندوة، على غرار البطل العالمي السابق في رياضة "الفول كونتاكت"، مصطفى لخصم، على سبيل الذكر ليس الحصر.
يشار إلى أن الجامعة والإدارة التقنية، أقرتا إنهما تتحملان مسؤولية الاختيارات من أجل التحضير للموعد "الأولمبي"، كما أن "البوليميك" المثار حول قضية أبوفارس، لا يعدو إلا أن يكون حملة تصفية حسابات من قبل أشخاص لهم مصلحة من مشاركة البطلة الشابة في "الأولمبياد" وما يعنيه ذلك من امتيازات مادية، يضيف المصدر نفسه، الذي أكد إن الجهود مبذولة من أجل تسوية الأمر وطي صفحة الخلاف القائم.
وبين الطرحين معا، تبقى الرياضة الوطنية، معرضة إلى فقدان بطلة "أولمبية" واعدة، تمكنت من التتويج بالذهب الأولمبي، خلال دورة ألعاب الشباب "بوينوس آيريس"، حيث من شأن التطاحنات التي تدور حولها، أن تؤثر سلبا على معنويات الشابة، لاسيما وأن الأخيرة تدخل ضمن مخططات اللجنة الوطنية الأولمبية، من أجل تمثيل المغرب في محطة "باريس2024"، حتى وإن لم يتم الاستفادة من طاقتها خلال الموعد المقبل، صيف السنة الجارية.