كريستوفر روس: المغرب لم "يُطبّع" العلاقات مع إسرائيل بل استعملها "ورقة ضغط" في ملف الصحراء
اعتبر المبعوث الأممي السابق للصحراء، الأمريكي كريستوفر روس، أن المغرب روّج لاتفاق تطبيع العلاقات مع إسرائيل، كخطوة الهدف منها إرسال رسالة للعالم بأنه قادر على التكيف و"إصلاح صورته الديبلوماسية"، وفي نفس الوقت، الاعتماد على الاتفاق كوسيلة أخرى لجهود الضغط التي يمارسها، خاصة في ملف الصحراء.
وحسب ذات المتحدث في حوار له مع مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، فإن المغرب وإسرائيل انخرطا منذ منتصف القرن العشرين في مجموعة من علاقات التعاون، وبالتالي فإن ما حدث مؤخرا، ليس تطبيعا بقدر ما أن المغرب سعى للترويج لهذا الاتفاق لأهداف أخرى، أبرزها قضية الصحراء، وقد وضع في مقدمة وسائل ضغطه الحاخام اليهودي الإسرائيلي المغربي، يوشياهو يوسف بينتو.
وحاول كروس من خلال كلامه، أن يلمح إلى أن المغرب في الواقع لم يُطبع العلاقات مع إسرائيل في اتفاق دجنبر 2020، بل أن العلاقات بين الطرفين كانت قائمة قبل ذلك، وإنما الواقع هو أن المغرب قرر استغلال إسرائيل كـ "ورقة ضغط" جديدة في قضية الصحراء، خاصة في ظل تسجيل "نقص في الحركة الإيجابية في الديبلوماسية المغربية" وفق تعبيره.
وبخصوص تعيين ستافان دي ميستورا مبعوثا شخصيا للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء، قال كريستوفر روس، إن المبعوث الجديد عليه مواجهة تحديين، الأول يتعلق بالتفويض المقيد لاختصاصاته، حيث يقتصر فقط على تسهيل الاجتماعات بين الأطراف المتنازعة، والثاني، وفق كلام روس، هو تحدي المغرب لتوجيهات مجلس الأمن، حيث يعتبر روس أن رفض المغرب مناقشة أي مقترح خارج مبادرة الحكم الذاتي يتعارض مع قرارات مجلس الأمن.
وبخصوص هذا الموضوع، فإن المغرب كان واضحا منذ سنوات طويلة، حيث يعتبر أن لا تفاوض على تقسيم الصحراء، بل التفاوض يكون داخل إطار يحترم سيادة المغرب على الأقاليم الصحراوية باعتبارها جزءا لا يتجزأ من التراب الوطني، وهو الأمر الذي لا يستوعبه كريستوفر روس، وفق العديد من المتتبعين لقضية الصحراء.
وقد حظي مقترح الحكم الذاتي المغربي، بقبول وإشادة دولية واسعة من طرف العديد من البلدان، وقد ذهب بعضها إلى حد فتح قنصليات تابعة لها في المناطق الصحراوية المغربية، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية، سواء خلال الإدارة السابقة بقيادة ترامب، أو الإدارة الجديدة التي يقودها جو بايدن، قد أعربت عن إشادتها بمبادرة الحكم الذاتي واعتبرتها حلا عادلا لنزاع الصحراء.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :