لتفادي أيّ استغلال سياسي لرئيس الـ CAF الجديد.. المصادقة على إلزامية عضوية الأمم المتحدة كشرط للإنضمام إلى الكاف
صادقت الجمعية العمومية الـ 43 للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم "كاف"، المنعقدة اليوم الجمعة، بأحد فنادق العاصمة المغربية الرباط، بالإجماع، على إلزامية الدول الراغبة في العضوية ضمن الجهاز القاري بالانخراط ضمن منظمة الأمم المتحدة.
هذا، وصوتت الجمعية العمومية لـ"الكاف"، بنسبة 100 بالمئة من الحاضرين، على تعديل القانون المتعلق بعضوية الجهاز الكروي القاري، ضمن التعديلات المقترحة في النظام الأساسي، والتي همت أيضا الرفع من عدد نواب الرئيس داخل المكتب التنفيذي من ثلاث إلى خمس أعضاء.
يأتي ذلك، في الوقت الذي كانت العديد من السيناريوهات السياسية تطبخ لإدخالها من باب الرياضة، خصوصا من طرف جنوب إفريقيا والجزائر، لضم جبهة "البوليساريو" كعضو في الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، على أساس عضويتها في الاتحاد الإفريقي، المنظمة السياسية التي تجمع الأفارقة.
وحسب المعطيات التي سبق أن أشار إليها موقع "الصحيفة" في تقرير مطول، فإن الجزائر وجنوب إفريقيا بدأ العمل على هذا السيناريو منذ 2016، قبل أن يدخل المغرب بقوة في دواليب الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، عبر رئيس الجامعة فوزي لقجع الذي ثبت نفوذه داخل الـ CAF بشكل كبير ، وعزز حضورها كرقم صعب داخل قرارات أهم منظمة إفريقية رياضية، وهو جعل كل احتمالات خلط السياسي بالرياضي من طرف جنوب إفريقي والجزائر مدعومين ببعض دول شرق القارة "أمرا مستحيلا".
وبعيد إسقاط الملغاشي أحمد أحمد من رئاسة الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، بسبب تهم "فساد"، عادت الجزائر وجنوب إفريقيا مدعومة ببعض الدول الناطقة بالإنجليزية جنوب القارة، للاشتغال على هذا السيناريو من جديد، وسَخّرت لذلك، جميع سفاراتها وديبلوماسيتها في القارة لحشد الدعم لهذا القرار الذي كان "مزعجا" للمغرب، وهو ما جعل انتخابات رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم "حربا حقيقة" تدار ديبلوماسيا بين المغرب والجزائر وجنوب إفريقيا، وخلطت العديد من الأوراق، وجعلت فوز الجنوب إفريقي، باتريس موتسيبي، برئاسة الـ CAF أمرا "شبه مستحيل" في ظل نفوذ فوزي لقجع داخل الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم.
مع كل هذه السيناريوهات "الصعبة" رمت جنوب إفريقيا المنشفة، وخرج داني جوردان، رئيس إتحاد جنوب أفريقيا لكرة القدم، في تصريح لموقع "أنفو ميديا" يؤكد من خلاله بأن "فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، هو قائد داهية يستحق عضوية الفيفا"، قبل أن يعود ليؤكد في تصريح آخر أنّ فوز الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي "لن يضر مصالح المغرب".
في هذا الوقت، بدأت السيناريوهات السياسية هي الحاضرة في دعم المرشحين في الكواليس، بعد أن تدخلت الـ FIFA في شخص جيانو إنفانتينو على الخط.
هذا الأخير، وفور وصوله إلى المغرب بداية شهر مارس الجاري، توجه مباشرة إلى مقر وزارة الخارجية المغربية في الرباط للقاء ناصر بوريطة، حيث تم وضع جميع الخطوط الحمراء في هذا الباب، والاتفاق على الممكن والغير ممكن إن أرادت جنوب إفريقيا أن تدعم المملكة المغربية مرشحها للفوز برئاسة الـ CAF.
خطوط المغرب "الحمراء" قدّم بشأنها رئيس الـ FIFA كل الضمانات لوزير الخارجية المغربية، كما تم تسييج هذه الضمانات ببند تتم المصادقة عليه أثناء الجمعية العمومية الـ 43 للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم "كاف"، يؤكد أن "الدول الراغبة في العضوية ضمن الجهاز القاري لكرة القدم، ملزمة بأن تكون عضوا في منظمة الأمم المتحدة"، وهو ما لا يتوفر لدى جبهة البوليساريو، مصدر كل هذه "الحرب الطاحنة" التي دارت بين جنوب إفريقيا والجزائر من جهة والمغرب من جهة أخرى الذي خرج من خلالها منتصرا بتغييرها لقوانين الكاف وسد الباب على أي تأويل قانوني لذلك.
هذا الاتفاق السياسي بغلاف رياضي، هو بالضبط ما تمت المصادقة عليه والتأشير على صيغته الجمعية العمومية الـ 43 للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، التي انعقدت اليوم في العاصمة المغربية الرباط، بعد أن تم لتصويت على ضمه لقوانين الـ CAF بعد اتفاق مغربي - جنوب إفريقي برعاية الـ FIFA جعل باتريس موتسيبي، الجنوب إفريقي بعد إعلانه رسميا، اليوم في الرباط، رئيسا جديدا للـ CAF، اليوم في الرباط، يشكر الملك محمد السادس، وينوه برئيس الجامعة فوزي لقجع.