لهيب الصحراء - هروب فاشل [ 15 ]

رواية لهيب الصحراء هي حكاية عن مقاتل داعشي يراجع أفكاره خلال عملية بين ليبيا والمغرب حين يكتشف فساد أفكار داعش، وتحكم بعض الأنظمة العربية فيها. خلال رحلة أبي حفص عبر صحراء ليبيا، متوقفا في مخيمات تيندوف في الجزائر، يكتشف العلاقات السرية بين أمير داعش في ليبيا والمخابرات الجزائرية. يجد أبو حفص نفسه في مواجهة التناقضات التي يرزح تحتها الفكر الداعشي، وكيف أن القادة يصطادون الشباب مستغلين لحظات ضعفهم الإنسانية لملئ رؤوسهم بأفكار متطرفة وفاسدة. حين يقرر أبو حفص التخلي عن العملية والهروب من سجن أفكار داعش، يجد أمامه ضابطا من المخابرات الجزائرية لهما معا تاريخ مشترك، وعندها تبدأ المواجهة، ويشتعل اللهيب في الصحراء.

[ 15 ]

”ماذا حدث بعد ذلك؟“

سأل الأخ يونس وهو يقدم لأبي حفص قطعة يابسة من الخبز، هي كل الفطور الذي أتاهما به الحراس.

”وصلت بسرعة إلى كتلة المباني السكنية،“ قال أبو حفص وهو يلوك قضمة من الخبز الصخري، ”لكن لم أجد مكانا مناسبا للاختباء. واصلت جريي من زنقة إلى أخرى حتى وصلت إلى حدود المنطقة السكنية ورأيت أمامي هذه المباني المحاطة بسياج شائك.“

تنهد أبو حفص وأسند رأسه إلى الجدار.

”اختبأت في حضيرة صغيرة للماعز حتى أستعيد أنفاسي وأفكر في حل. لم يمر وقت طويل قبل أن يصل الجزار إلى هنا ويهدد بقتلك.“

رفع أبو حفص كتفيه، وابتسم.

”هذه كل الحكاية.“

”لم يكن عليك الاستسلام لأجلي أبا حفص.“

قال الأخ يونس وخفض رأسه بانكسار، فربت أبو حفص على ذراعه.

”كل ما تعرضتَ له كان بسببي. لم أكن لأسامح نفسي طول عمري لو فضلت حياتي على حياتك.“

اعتدل أبو حفص في جلسته.

”ثم إن الوضع هكذا أفضل. لم أكن لأستطيع الهرب وحدي. الآن نحن الاثنان معا، يمكننا التعاون وإيجاد خطة هروب مناسبة.“

تدفقت الدماء في وجه الأخ يونس، وعاد إليه مرحه الطفولي دفعة واحدة. ”بالتأكيد.“