مخاوف سياسية في إسبانيا من "تدخّل" المغرب والتأثير على الانتخابات البلدية في كل من سبتة ومليلية
أعرب سياسيون إسبان، خاصة الذين ينتمون إلى أحزاب سياسية يمينية ومعارضة، مثل حزب "فوكس"، عن مخاوف من "تدخّل مغربي" للتأثير على نتائج الانتخابات البلدية في كل من سبتة ومليلية، وهي الانتخابات المقررة في 28 ماي الجاري لتحديد من سيتولى رئاسة المدينتين.
وتفجّر في الأيام الأخيرة جدل كبير في مليلية، بشأن مخاوف من حدوث تزوير في عملية التصويت في الانتخابات البلدية المرتقبة، خاصة فيما يُعرف بـ"التصويت عبر البريد"، حيث يلجأ الكثير من الأشخاص إلى التصويت عن طريق إرسال أصواتهم عبر ساعي البريد أو خدمات النقل البريدي، وهي طريقة معمول بها في مليلية وسبتة وعدد من المدن الإسبانية.
وعاد هذا الجدل من جديد إلى مليلية، بالنظر إلى الحادثة الشهيرة التي كانت وقعت في الانتخابات البلدية في سنة 2008، عندما تم اكتشاف عمليات تزوير لأصوات الأشخاص المرسلة عبر سعاة البريد، لصالح المرشح ذو الأصول المغربي، مصطفى أبرشان، الذي تمت معاقبته بعد ذلك بعدم المشاركة السياسية، وهي العقوبة التي تنتهي في الصيف المقبل.
وقالت الصحافة الإسبانية، بأن وزارة الداخلية وعدت باتخاذ إجراءات جديدة لمنع أي تزوير محتمل لأصوات الناخبين في مليلية وسبتة، خاصة بعد رصد ارتفاع نسبة كبيرة في أعداد الناخبين في مليلية الذين يرغبون في التصويت عبر البريد دون الحضور إلى مراكز الاقتراع في الأيام الأخيرة، وهي التي زادت الشكوك في إمكانية حدوث تزوير في انتخابات 28 ماي.
وأضافت الصحافة الإسبانية في هذا السياق، بأن سبتة بدورها سجلت في الأيام الأخيرة نسبة هامة تتجاوز 2000 شخص، طلبوا التصويت عبر البريد في الانتخابات المرتقبة دون الحضور إلى صناديق الاقتراع، وهو ما دفع بوزارة الداخلية الإسبانية إلى دراسة اتخاذ إجراءات جديدة مثل ضرورة الادلاء بالبطاقة الشخصية للناخب رفقة ورقة التصويت.
ودفعت هذه التطورات بمرشح حزب "فوكس" في مليلية، خوسي ميغيل تسيندي، إلى اتهام المغرب بإمكانية أن يكون هو وراء ارتفاع أعداد الأشخاص الراغبين في التصويت عبر البريد في مليلية، من أجل توفير إمكانية تزوير أصوات الناخبين لصالح المرشح الذي تراه الرباط هو الأفضل لقيادة المدينة.
غير أن أغلب المرشحين السياسيين في المدينة وإسبانيا عموما، طالبوا فقط باتخاذ إجراءات لمنع حدوث أي تزوير، دون الإشارة إلى المغرب لا من قريب ، وهو ما يؤكد العقيد السياسية لحزب "فوكس" المعادية للمغرب والمغاربة دون تقديم أي دلائل على الاتهامات المتكررة التي يوجهها هذا الحزب للمملكة.