مراكش.. "أرضُ الله" وقبلة المشاهير ومدينة الإلهام والثراء الإنساني
هي أفضل وجهة سياحية في العالم سنة 2015، وواحدة من أفضل الوجهات السياحية بشكل عام. هي مدينة التاريخ التليد والتنوع الثقافي. مدينة الأفراح والألوان، والدفء، والفنّ والطعام، والتقاليد العريقة.
يصعب جدا أن تُختزل المدينة في بضعة أسطر، ويصعب أكثر أن تحيط بها من خلال زيارة واحدة، لهذا، فكن مستعدّا لهذه المفارقة قبل القدوم إلى مراكش.. أنت ستزور مراكش كيْ تزورها مرةً أخرى.
شهدت المدينة مرور وإقامة عدد من الكتب والفنانين العالميين، الذين اتخذوا منها سكناً أو موضوعا لإبداعاتهم، كيف لا وهي الزاخرة بكل ما قد ينشّط قريحة كل مبدع.. الغموض والإلهام والثراء الإنساني.
مدينة مراكش هي مدينة السفر عبر الزمن بدون منازع، فمن التجول في الأزقة الخلابة للمدينة العتيقة، التي يعود تاريخها إلى العصور الوسطى، إلى ساحة جامع الفنا المشهورة حيث تسود أجواء فرجةٍ من أزمنةٍ غابرة، وكأن الزمن توقف تماما.
ومن هناك، وعلى مرمى البصر سترون رمز المدينة منتصبا. صومعة الكتبية الرائعة التي تنتمي للقرن الثاني عشر، حيث تتميز بزخرفة نشابه صومعة الخيرالدا في إشبيلية أو صومعة حسان في الرباط، حيث استلهمت من صومعة عبد الرحمان الثالث في جامع قرطبة الكبير.
وإن كنت من عشاق الشرق الخالد فلك أن تزور قصر الباهية الرائع، حيث تستحضر زمن الباحات السرية في أناقة تتجسد أيضا في الحدائق الأندلسية المدهشة. فهذه هي مراكش التي تفتح لك أبوابها وأبواب تاريخ ثقيل شهده المغرب وامتد إلى الأندلس لقرون.
التاريخ يتحدث
يعود تأسيس مراكش إلى زمن المرابطين، وبالضبط سنة 1062، من قبل أبو بكر بن عمر اللمتوني، زعيم المرابطين وابن عم الملك يوسف بن تاشفين وقتها. وتختلف الروايات حول اسم مراكش، حيث يرى البعض أن الكلمة مشتقة من كلمة أمازيغية تعني "مرّ بسرعة"، ويرى آخرون أن "أكش" اسم إله قديم، بينما يرى آخرون أن اسم "مراكش" يرجع إلى الكلمة الأمازيغية "أمور ن اكوش"، وتنطق بالأمازيغية أموراكش، وتعني "أرض الله"، دلالةً على أنها أرض للإنسانية جمعاء.
وكان اسم مراكش يطلق على دولة المغرب قديما، وظلت كذلك إلى عهد الاحتلال الفرنسي في العصر الحديث، ولا زالت هذه التسمية متداولة في أغلب اللغات مع بعض التحريف، فتنطق مثلا في الفارسية (مراكش) كما هي، والإسبانية (مارويكوس) والإنجليزية (موروكو).
وعرفت مراكش، خلال حكم السعديين خصوصا، بكونها "مدينة حمراء" نظرا لأن معظم منازلها تم طلاؤها باللون الأحمر في خاصية تميزها عن باقي مدن العالم، وكم تبدو أكثر جمالا وإشراقا مع انعكاس ضوء الغروب على بيوتها.
ومن أسماء مراكش أيضا "مدينة سبعة رجال"، وهي تسمية يرجعها الباحثون إلى مجموعة من كبار العلماء والصوفية الذين عاشوا بالمدينة واضطلعوا بدور كبير في نشر الوعي وسط سكانها، وهم على التوالي: يوسف بن علي الصنهاجي، وعياض بن موسى اليحصبي، وأبو العباس السبتي، ومحمد بن سليمان الجزولي، وعبد العزيز التباع، ومحمد بن عجال الغزواني، وعبد الرحمن الضرير.
ولقيت مراكش في ظل حكم العلويين اهتماما في أيام السلطان سيدي محمد، فبنيت بها أحياء ومعالم عديدة ورُمّم عدد من مساجدها وأسوارها ومعالمها البارزة.
مدينة المشاهير والطقس الرائع
فرص الإقامة في مدينة مراكش عديدة، وتناسب مختلف أنواع الزوار والسياح، بين إقامات وشقق في المتناول، وبين ما هو فخم وساحر. فالرّياضات هنا تفتح أبوابه لعشاق كل ما هو أصيل وتقليدي، بحدائق داخلية وفناء أندلسي يمتزج فيه عبق التاريخ بسحر الطبيعة.
والفنادق الفاخرة المصنفة هنا أيضا، الكثير منها صنف كأفضل الفنادق في العالم، وتجمع في هندستها بين ما هو أصيل ومعاصر، وما هو مناسب لمدينة كمراكش، وتمنح زائرها شعوراً تاما بالراحة.
الرائع في مدينة "سبعة رجال" أنها مدينة مشمسة معظم أوقات السنة، فهي تمنحك حمام شمسٍ رائع في الصيف، ودفئاً ممتعاً في فصول الخريف والربيع والشتاء. ولأن أسرارها لا تنتهي، فإن مراكش محاطة بجبال الأطلس، والتي تعد منحدراتها الحادة دعوة للمغامرة، حيث يمكنك التنزه عبر التلال والوديان المتقاطعة على الجسور المعلقة.
ولم لا تختبر صعود جبل توبقال، مثلا، أو زيارة منتزهه الوطني الذي يضم أكبر حديقة مغامرات في أفريقيا. حيث تمكّنك خطوط الحبال، ودورات الحبال، والجسور الهوائية من الحصول على ذروة الإثارة.
كما أن المحيط الجبلي لمراكش يمنحك فرصة التزلج على الجليد أيام الشتاء، فمنطقة "أوكايميدين" المجاورة للمدينة تحتوي على جميع وسائل الراحة التي تتوقعها، بالإضافة إلى أنها تغريك بخيار التزلج طوال اليوم قبل التوجه إلى المناخ الأكثر اعتدالا في مراكش في مساءً.
الجميل أيضا أن المدينة تعرف إقبالا من طرف مشاهير العالم، إما للإقامة بشكل دائم، أو من أجل الاحتفال بمناسباتهم الخاصة كأعياد الميلاد أو الأعراس، على غرار جنيفر لوبيز، ميطر جيمس، أدريانا كاريمبو، دافيد بيكام، كريستيانو رونالدو.. وآخرون.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد، فقد أصبحت المدينة قبلةً حقيقية للمستثمرين من المشاهير كاللاعب كريستيانو رونالدو وروبير دينيرو وغيرهما، وذلك نظرا لجاذبيتها السياحية الكبيرة وبنيتها التحتية الملائمة.
من يدري؟ لعلك تصادف يوماً حفلاً كبيراً لأحد هؤلاء النجوم أثناء إقامتك بفنادق المدينة، فالإقامة في فنادق مراكش ليست مجرد مبيت فقط، إنها عالم مفتوح على كافة المفاجآت الجميلة والأسرار.
الوصول والتنقل داخل مراكش
تقع مراكش جنوب المغرب عند سفوح جبال الأطلس على بعد ثلاثين كيلومترا منها، وترتفع 450 مترا عن سطح البحر، وتبعد عن العاصمة الرباط 327 كيلومترا. وتتميز المدينة بمناخ شبه جاف، شتاؤه معتدل رطب وصيفه جاف حار، ما يجعل أية فترة من السنة، مناسبة جدا للزيارة والتجول والاكتشاف.
تقدر مساحة المدينة بنحو 230 كيلومترا مربعا، ويمكن الوصول إليها عبر أكثر من وسيلة نقل، ومن مختلف أنحاء العالم وجهات المغرب. وتتوفر المدينة على شبكة مواصلات وطرق حديثة، وفيها سكة حديد ومطار دولي هو الثاني على مستوى المغرب من حيث حركة المسافرين.
ويشكل مطار المنارة الدولي النقطة الرئيسية للوصول والمغادرة من خارج المغرب نحو مراكش، وهو يقع على بعد ستة كيلومترات باتجاه الجنوب الغربي من المدينة العتيقة وكيليز، ويمكنك الوصول إليه عبر أكثر من شركة طيران، بما فيها منخفضة التكلفة، ومن مختلف مدن أوروبا خصوصا، إضافة إلى تركيا ووجهات إفريقية كدكار أو الرأس الأخضر.
عند الوصول، تكلفك سيارات الأجرة الصغيرة حوالي 60 درهما للرحلة خلال النهار و80 درهما للرحلة الليلية، للتنقل إلى وسط المدينة، كما يمكنكم الاتفاق مع السائق في حالة رغبتكم في الذهاب إلى وجهة بعينها.
أما من داخل المغرب، فيمكنك الوصول إلى المدينة عبر الحافلة من عدة مدن مغربية، أو عبر القطار من خلال رحلات مباشرة تربط المدينة بمدن كبرى كالرباط والدار البيضاء، أو أخرى غير مباشرة، في حالة السفر من طنجة مثلا، وتختلف أسعار الرحلات حسب الوجهة.
أما التنقل داخل مدينة مراكش، فهو سهل وميسّر نظراً لتنوع وسائل النقل، بين حافلات عمومية وتاكسيات صغيرة (وهي عملية أكثر) وأخرى كبيرة. وتمنحك مراكش أيضا خيارات أجمل وأكثر خدمةً للبيئة، كإمكانية كراء الدراجات النارية، أو ركوب عربات "الكوتشي" التقليدية المجرورة من طرف الأحصنة.
أما بخصوص الإقامة، فإن مدينة مراكش تتوفر على بنية تحتية فندقية مهمة، حيث تضم أكثر من 1400 وحدة للإيواء، بما فيها أكثر من 170 فندقا مصنفا، وكذا دور ضيافة وشقق كراء وغيرها من العروض المتنوعة، بما مجموعه 75 ألف سرير تناسب مختلف الميزانيات، وكافة أنواع السياح سواء كانوا أفراداً أو أسراً.
جامع الفنا والمدينة القديمة
يصعب أن يختلف اثنان حول أفضل مكان لبداية الجولة في المدينة الحمراء، ألا وهي ساحة جامع الفنا، ففي لحظة واحدة تعود إلى الماضي فجأة مع الحكواتيين وفناني الشوارع ومروضي الثعابين و العشابين الذين يقدمون رقياهم وأدويتهم السرية.
ويكفي أن تعلم أن "ساحة جامع لفنا" صنفت من طرف منظمة اليونيسكو ضمن لائحة التراث الشفهي الإنساني في العام 1997، ويرجع تاريخ إنشائها، حسب بعض المصادر التاريخية إلى حوالي أربعة قرون، وكانت في الأصل تشكل سوقاً تجارية يأتي إليها الناس من مختلف أنحاء العالم.
في جامع الفنا تجد أمامك عروضاً ترفيهية ساحرة، إضافة إلى الموائد والأطعمة المختلفة التي ستستدرجك روائحها التي تدغدغ الأنوف وهي تحيط بالساحة وتدعوك إلى تذوق مذاقها اللذيذ اللاذع المليء بالبهارات التي تميز المنطقة.
وعلى بعد بضع خطوات قليلة تجد أمامك نافورة "شرب وشوف" بالقرب من جامع بن يوسف، و عليها نقشت عبارة تدعو المارة إلى أن" يشربوا وينظروا إلى ما سيحدث".
ودون أن تبتعد أيضا، لا تقاوم نداء المدينة العتيقة، بأسواقها المملوءة بآلاف البضائع و الأثواب والمصوغات التقليدية، المتوارية خلف وراء أسوار شامخة يعود بناؤها إلى القرن الثاني عشر، حيث تمنحك الحدائق العربية الأندلسية، التي تأوي قبور السعديين، لحظة من السكينة تأخذك بعيدا عن زحمة الناس. وغير بعيد عن ذلك لا بأس بإطلالة لا مثيل لها على أسطح المدينة برمتها من شرفات القصر البديع. أما في الركن الشمالي الشرقي فلك أن تتأمل المنبر العتيق لمسجد الكتبية، منبر مزخرف بمنحوتات وترصيعات دقيقة رائعة الجمال.
قصور وجوامع
إن كنت من عشاق المعمار القديم، فتوجه رأساً نحو قصر البديع الذي يعتبر فعلاً من جواهر الهندسة المعمارية بالمغرب، والذي بناه السلطان السعدي أحمد المنصور الذهبي في العام 1578، واستعان في بنائه بأمهر المهندسين المغاربة والأجانب، والذي يصفه بعض المؤرخين بكونه من عجائب الدنيا.
أما "قصر الباهية"، والذي كانت تبلغ مساحته الأصلية 22 ألف متر مربع قبل بناء بعض المرافق داخل حديقته، فهو حقا تحفة فنية معمارية تكسوها الزخارف والفسيفساء، ويضم الكثير من القاعات والأجنحة والأحواض الشاسعة والحدائق الكبيرة التي تحتوي كميات كبيرة من النباتات، فضلاً عن المنتزه والحديقة التي تضم صهريجاً مشهوراً باسم "أكدال با أحماد" وهو اسم مؤسس القصر الوزير أحمد بنموسي الملقب بـ "با أحماد" والذي سمى القصر باسم إحدى زوجاته.
وها هو "جامع الكتبية"، أحد أهم المساجد في المنطقة المغاربية، الذي شيد في القرن الثاني عشر، يدعوك أيضا لاكتشاف عظمة المعمار بمدينة سبعة رجال. وتعتبر صومعة الجامع المزخرفة على الطابع الأندلسي، والتي تشبه بشكل كبير صومعة مسجد الخير ألدا بإشبيلية، أهم معلم تاريخي مرئي يمكنك من مشاهدة جل مناطق المدينة نظراً لارتفاعه بحوالي 77 متراً.
الحدائق الغنّاء
حاول ألا تضيع أيضا زيارة "حدائق المنارة"، وهي مجموعة من الحدائق أنشئت في القرن الثاني عشر، وتضم مجموعة من أنواع الأشجار تتوسطها بركة مائية اصطناعية. أما "حدائق ماجوريل"، التي يعود إنشاؤها إلى الرسام الفرنسي جاك ماجوريل حين قرر إنشاء حديقة غير مسبوقة على قطعة أرض حصل عليها في العام 1924، فتعد فعلاً وجهة سياحية محببة لدى الكثيرين.
وأعاد ترميم هذه الحديقة مصمم الأزياء الفرنسي، إيف سان لوران، بعد أن اشتراها، سنة 1980، حيث تتميز بتنوع نباتاتها التي جلبت من القارات الخمس ووصل عددها إلى 350 نوعاً، بالإضافة إلى أشجار النخيل التي يفوق عمرها 100 سنة والخيزران ونبات الصبار بمختلف أنواعه، كما تضم الحديقة متحفاً إسلامياً يحتوي تحفاً تعود إلى آلاف السنين.
متاحف.. ألوان وروائح
ما أجمل التوهان في مدينة مراكش، حيث تجد أمامك، أينما وليت وجهك، معلمة أو قصرا أو متحفا أو حديقة. فها هي مدرسة بن يوسف، المدرسة القرآنية التي استقطبت في الماضي مئات الطلاب في جو يسمو بالروح. وها هو متحف مراكش الذي تم إحداثه مؤخرا في قصر المنبهي، الذي يعود بناؤه إلى القرن التاسع عشر، يقدم لكم ثمانية قرون من التقاليد الفنية والحرفية بالمغرب.
وقد يصلك النداء من "متحف فن العيش" حيث تكتمل وتتكامل أهمية المتحف ومعارضه مع الفضاء الشاسع، حيث يكون بإمكانك أن تدخل البناية التاريخية التي تحتضنه، وهي عبارة عن "رياض"، فتتعرف على خصائصها وهندسة بنائها. أما متحف "دار تيسكوين" فهو فعلا سفر متخيل على خطى الطرق القديمة للقوافل: من جنوب أوروبا إلى شمالها، على شكل معروضات موضوعاتية، ومجموعة من التحف الفنية.
وإذا ما توجهتم قليلا إلى الشرق ستجدون حي الدباغين الذي لا غنى لكم عن زيارته، حيث ستكون في رحلة حقيقية وسط عالم الروائح والألوان. انضموا إلى المراكشيين في نزهتهم هناك، ولكن قبل ذلك لا تنسوا أن تحملوا معكم ما لذ وطاب من المأكولات التي يمكن أن تقتنوها في المدينة العتيقة، لأن مراكش مدينة مشهورة أيضا بفن الطبخ!
المطبخ.. سحر المذاق
للمطبخ المراكشي شهرة تضاهي شهرة المدينة، إذ تعتبر مراكش المدينة العربية الوحيدة التي دخلت أطباقها لائحة مجلة Business Insider، ففي عام 2015 احتلت الأطباق المراكشية المرتبة الـ11 في قائمة أفضل 25 مدينة في العالم، وهو ما يدل على طعمها الشهي.
ولنبدأ بوجبة "الببوش" أو الحلزون المطهو بعناية فائقة، ثم ننتقل إلى "البسطيلة المراكشية" التي تحشى بأكباد الدجاج، ووجبة "الباولو" المتكونة من لحم رأس الغنم المبخر. كما تشتهر مراكش بـ"البقولة" والنقانق التي تسمى "بالمركَز"، إضافة إلى "الشباكية" المراكشية التي تقدم مع الشاي المغربي بالنعناع أو أعشاب أخرى حسب الطلب.
ولا تكتمل الجولة في المطبخ المراكشي إلا بتذوق "الطنجية المراكشية"، التي تعتبر الأكلة الأكثر شهرة في المدينة، حيث يتم إعدادها من خلال الطهي في رماد دافئ، يتم بعدها طمر الطنجية بعد أن تخمد النار في إناء فخاري تحت الرماد لمدة 6 ساعات، لتصبح بعدها جاهزة للتقديم.
وكل هذه الوجبات يمكن تناولها في مطاعم شعبية تحيط بساحة جامع الفنا خصوصا، أو حتى في مطاعم فاخرة، حسب اختيارك.
المزيد من "الأسرار"
رغم كل ما ذكر، فإن ما تخفيه مراكش أكثر مما تظهره، فأسرارها ومتعها كثيرة، فداخل دروبها أو خلف جدرانها، أو حتى في المناطق السياحية الكثيرة المحيطة بها، قد تجد ضالتك أو حكايتك الجميلة التي ستحكيها لأصدقائك ومعارفك عندما تعود، وعندما تدعوهم – بالتأكيد – إلى رحلة أخرى نحو أرض السحر.. "أرض الله".. مراكش.