مصادر لبنانية لـ"الصحيفة": الحضور في ندوة "البوليساريو" كان ضعيفا وانسحب الكثيرون بسبب محاولة استغلال القضية الفلسطينية لتمرير مغالطات ضد المغرب
حاولت جبهة "البوليساريو" الانفصالية وداعمتها الجزائر، استقطاب دعم الأحزاب والفصائل المشرقية المحسوبة على تيّار حزب الله، خاصة في سوريا ولبنان والأردن إذ كثّفت من أنشطتها في المنطقة في الآونة الأخيرة، متعمّدة عقد ما تُسميه بـ "خمسينية" انطلاقها، وفي هذا الإطار احتضنت بيروت ندوة حملت عنوان عنوان "من الصحراء الغربية إلى فلسطين: إبادة مستمرّة".
آخر تلك لمحاولات هي الندوة التي نظّمتها ممثلية جبهة "البوليساريو" الانفصالية في المشرق العربي مع الحزب القومي السوري الاجتماعي، والتي سعت إلى المساواة بين القضية الفلسطينية وما تعتبره هي "قضية تحررها"، إذ دعت العديد من الديبلوماسيين والصحافيين والشخصيات العاملة في الشأن العام، من لبنان وسوريا والأردن والجزائر واليمن.
هذه "المناورة" لعبت على استغلال القضية الفلسطينية وأحداث غزة، بيد أن الحضور لم يكن وازنا كما توقّعه المنظمون، وفق ما أكدته مصادر إعلامية لـ "الصحيفة"، والتي أوردت أن العديد من الشخصيات تراجعت عن الحضور بعدما تبيّن لها أنها ندوة لتمرير مواقف مسيئة للمغرب ولا تنبني على أساس قويم.
وأوضحت المصادر الإعلامية اللبنانية لـ "الصحيفة"، أن المُقارنة التي تعمّدت البوليساريو إقحامها، بين القضية الفلسطينية وملف انفصال الصحراء "استنفرت" العديد من الصحافيين الحاضرين والشخصيات التي فضّلت الانسحاب في هدوء، رغم إصرار المنظمين.
وأوردت المصادر نفسها "لم يبق من المنابر الإعلامية، سوى المقربة من دوائر الحكم في حزب الله والنظام السوري، باعتبارهم حاضني اللقاء في بيروت، الذي حضره أيضا دبلوماسيون جزائريون وغاب عنه دبلوماسيون لبنانيون أو عرب".
وتربط المغرب ولبنان، أواصر علاقات أواصر قوية بحكم التاريخ المشترك و "إيمان الشعبين بالمبادئ ذاتها، ودفاعهما عن نفس القيم المشتركة"، وفق مداخلة حديثة لسفير الجمهورية اللبنانية بالرباط زياد عطا الله، على هامش محاضرة كان قد ألقاها تحت عنوان "العلاقات المغربية - اللبنانية التاريخية و الواعدة"، أكد فيها على عمق العلاقات بين المغرب ولبنان سواء على المستوى الدبلوماسي والسياسي والثقافي، مشددا على تقارب الشعبين رغم بعد المسافات.
وتبرّأت الحكومة اللبنانية، من المواقف المعادية لمصالح المغرب التي تضمّنتها ندوة "قومية" تزعّمها الحزب السوري القومي الاجتماعي، عُقدت فوق أراضي عاصمتها بيروت نهاية الأسبوع الماضي، مشدّدة على أن "موقف لبنان الثابت والدائم والداعم لسيادة المملكة ووحدة ترابها"، لم يتغير من منطلق حرص البلد على أمن المغرب ورفضه أي مساس به.
هذا التدارك جاء على لسان وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بوحبيب الذي أكد أن بلاده متشبثة بـ"أواصر الأخوة التاريخية والمتجذرة التي تربطه بالمملكة المغربية الشقيقة وشعبها الكري، وأن موقفها الدائم داعم لسيادة المملكة ووحدة ترابها".
هذا الموقف، عبّرت عنه الحكومة اللبنانية بعد أن تلقى وزير الخارجية اتصالا من سفير المملكة المغربية في لبنان تناولا فيه مضامين ندوة عُقدت في بيروت صدرت خلالها مواقف أساءت للمملكة، إذ عبر عن "إدانة لبنان لكافة المواقف والتصريحات التي تسيء للمملكة المغربية وتهدد استقرارها ووحدة أراضيها"، مشدّدا على أن لبنان "يثمن العلاقات الأخوية مع المغرب ويتطلع على الدوام إلى تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين في كافة المجالات".
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :