مطلب "تقرير المصير" قابله دعم للحكم الذاتي ودعوات للتحلي بالواقعية.. مواجهة بين إيران ودول الخليج في الأمم المتحدة حول الصحراء
شهدت المناقشات حول ملف الصحراء خلال الاجتماعين الخامس والسادس للجنة الرابعة للأمم المتحدة، التي جرت بنيويورك أمس الثلاثاء، مواجة بين ممثل إيران وممثلي دول الخليج، ففي الوقت الذي ساندت فيه طهران الطرح الانفصالي داعية إلى تنظيم "استفتاء لتقرير المصير"، دافعت كل من السعودية وقطر والإمارات والكويت والبحرين وسلطنة عمان عن مغربية الصحراء.
ودافعت إيران عن الطرح الجزائري في هذا الملف، حيث تحدث ممثلها وحيد غيليش عن "مسؤولية الأمم المتحدة تجاه شعب الصحراء الغربية وحقه في تقرير المصير"، مبرزا أن بلاده تدعم المفاوضات الجارية، وتشدد على أهمية "الحل السياسي العادل والشامل والمقبول الذي من شأنه أن يضمن تقرير المصير"، مضيفا أن على المجتمع الدولي أن "يلتزم بتنفيذ جميع قرارات الأمم المتحدة بشأن الأقاليم المتبقية ضمن جدول أعمال لجنة تصفية الاستعمار" على حد تعبيره.
ووجد الطرح الإيراني أمامه توجها خليجيا موحدا يدعم مقترح الحكم الذاتي في الصحراء، حيث أورد حسن العامري ممثل المملكة العربية السعودية، أن بلاده تدعم جهود المغرب للوصول إلى حل سياسي وواقعي لملف الصحراء المغربية على أساس توافقي وتحت رعاية الأمم المتحدة، معربا عن دعم الرياض لمبادرة الحكم الذاتي المغربية باعتبارها الحل الذي يحترم القانون الدولي والميثاق الأممي وقرارات المنظمة.
وأشاد ممثل السعودية بجهود ستافان دي ميستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بملف الصحراء، من أجل إعادة إطلاق العملية السياسية، وفي إشارة إلى كون الجزائر طرفا في الملف قال العامري إن بلاده تأمل في استمرار المشاورات بين الأطراف المعنية.
من جانبه قال نائب المندوب الدائم لقطر لدى الأمم المتحدة، جاسم سيار المعاودة، إن بلاده تتبنى موقف مجلس التعاون الخليجي، بخصوص الحاجة إلى تسوية سلمية ودائمة ومقبولة لأطراف الملف، تحت إشراف الأمين العام للأمم المتحدة وممثله الشخصي، وأضاف أن الدوحة تعتبر أن مبادرة الحكم الذاتي المغربية تمثل حلا واقعيا للمشكلة، كما أشاد بجهود الرباط من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الصحراء المغربية.
وعلى الدرب ذاته سارت الإمارات العربية المتحدة، التي أكد ممثلها دعم بلاده لدور الأمم المتحدة من أجل إيجاد حل دائم وعادل للقضية، مع إعلان دعم أبو ظبي للإجراءات التي يتخذها المغرب للدفاع عن حقوقه المشروعة وقضيته العادلة، بما في ذلك سيادته على أراضي الصحراء المغربية، معلنا دعم مبادرة الحكم الذاتي التي اعتبرها مجلس الأمن بأنها جادة وذات مصداقية، داعيا إلى العودة إلى مباحثات الموائد المستديرة.
أما القائم بالأعمال بالانابة لوفد دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة المستشار فيصل العنزي، فأعلن دعم بلاده للمبادرات الأممية، مشددا على ضرورة إحراز تقدم للتوصل إلى حل واقعي وعملي ودائم لقضية الصحراء، معربا مساندة بلاده لمقترح الحكم الذاتي المغربي باعتباره خيارا بناء من شأنه أن يساعد في التوصل إلى حل مقبول لجميع الأطراف مع احترام وحدة المغرب وسيادته على أراضيه.
وقالت علياء سليمان، ممثلة مملكة البحرين إن بلادها تشيد بجهود المغرب لحل المشكلة على أساس مبادرة الحكم الذاتي واستنادا إلى القرارات الأممية، معبرة عن دعمها للمغرب ولوحدة أراضيه، كما ذكرت بأن البحرين افتتحت، في دجنبر من سنة 2020، قنصلية عامة لها في مدينة العيون، مشيدة بجهود الأمين العام للأمم المتحدة وممثله الشخصي للتوصل إلى حل سياسي وعملي ودائم.
من جهته، تحدث أحمد بن حمود بن فيصل البوسعيدي، ممثل سلطنة عمان، باسم مجلس التعاون الخليجي، مشددا على أهمية الشراكة الاستراتيجية بين المغرب ودول الخليج والعمل المشترك القائم بينهما، أما عن موقف مسقط من الملف فقال إنها تدعم جهود المغرب والمجتمع الدولي للتوصل إلى تسوية نهائية لهذا النزاع الإقليمي، مشددا على ضرورة تحلي جميع الأطراف بالواقعية من أجل الوصول إلى تسوية هذا النزاع الذي سيعزز الأمن والاستقرار في المنطقة.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :