مع توفر المنتخب الأولمبي لكرة القدم على نجوم في أكبر الأندية الأوروبية.. هل يمكن للمغاربة اللعب من أجل التتويج بالذهب في أولمبياد باريس؟

 مع توفر المنتخب الأولمبي لكرة القدم على نجوم في أكبر الأندية الأوروبية.. هل يمكن للمغاربة اللعب من أجل التتويج بالذهب في أولمبياد باريس؟
الصحيفة - عمر الشرايبي
الأحد 14 يوليوز 2024 - 17:00

تحظى المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية بمكانة خاصة لدى الرياضيين والرياضيات بصفة عامة، بمن فيهم لاعبي كرة القدم المحترفين الذين يعتزون بشرف تمثيل منتخباتهم الوطنية في تظاهرة دولية كبرى تقام كل أربع سنوات وتستفيد من متابعة كبيرة عبر قارات العالم.

في ظل التوهج الذي يعرفه المشهد الكروي المغربي، خاصة بعد إنجاز الوصول لنصف نهائي كأس العالم الأخيرة في قطر2022، تراهن الجامعة الملكية المغربية للعبة على دورة "باريس 2024" لإيقاد شعلة الحماس الجماهيري الشعبي التي انطفأت قليلا بعد إخفاق كأس إفريقيا للأمم بالكوت ديفوار.

التحضير للموعد الأولمبي، انطلق منذ فترة ليست بالقصيرة، حيث سخرت جامعة الكرة إمكانيات مهمة لخلق نواة منتخب "رديف" (أقل من 23 سنة)، لزعامة القارة السمراء ومطاردة كابوس الإخفاقات المتكررة في مشروع "الأولمبياد".

قبل انطلاق العد العكسي لسفر "الأولمبيين" إلى باريس، بدأ التنسيق الفعلي من أجل تحضير المجموعة في أفضل الظروف الممكنة، قصد البصم على مشاركة مميزة، تضع ضمن أهدافها الأولية تجاوز الدور الأول، كما حدث في دورة "ميونيخ 1972"، حين نجح الفريق الوطني في تجاوز دور المجموعات.

نواة صلبة من اللاعبين الموهوبين يضعها الناخب الوطني طارق السكتيوي ضمن مشروعه "الأولمبي"، بعضها يحظى بفرصة الاحتكاك على أعلى مستوى رفقة المنتخب الأول، ضمن مجموعة وليد الركراكي، الأخير الذي يرى في بعض الأسماء النضج الكافي لمقارعة الكبار.

شارك المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم في سبع نسخ من دورات الألعاب الأولمبية الصيفية؛ طوكيو 1964، ميونيخ 1972، لوس أنجليس 1984، برشلونة 1992، سيدني 2000، أثينا 2004 ثم لندن 2012، حيث يبقى أفضل إنجاز هو بلوغ دور ربع النهائي قبل 52 سنة.

في مشاركته الأولى بدورة "طوكيو1964"، انهزم المنتخب الوطني في أولى مبارياته ضمن المجموعة الثانية التي شهدت اعتذار منتخب كوريا الشمالية، حيث انهزم أمام منتخب يوغوسلافيا (3-1)، ثم هزيمة أخرى أمام المنتخب المجري بنتيجة ست أهداف دون مقابل، الأخير الذي توج بالميدالية الذهبية.

المشاركة الأفضل سجلت في دورة 1972 بميونيخ الألمانية، حيث تحقق أول انتصار "أولمبي" أمام منتخب ماليزيا (6-0)، حسم به الفريق الوطني التأهل للدور المقبل وصيفا للمجموعة الأولى، رغم الخسارة أمام ألمانيا الغربية (3-0) ثم التعادل أمام الولايات المتحدة الأمريكية (0-0).

وزعت المنتخبات الثمانية المتأهلة للدور الثاني على مجموعتين، حيث واجه رفاق اللاعب أحمد فرس، منتخبات الاتحاد السوفياتي (هزيمة بـ 3/0)، الدنمارك (هزيمة بـ 3/1) ثم الهزيمة أمام بولندا بنتيجة خمس أهداف دون مقابل.

لم تحضر كرة القدم المغربية في دورة "سيول1988"، لتظهر في النسخة الموالية التي جرت في برشلونة صيف عام 1992، إلا أن النتائج كانت مخيبة في دور المجموعات، رغم التعادل الافتتاحي أمام منتخب كوريا الجنوبية (0-0)، إلا أن رفاق نور الدين النيبت تجرعوا مرارة الهزيمة أمام السويد (4-0) ثم أمام الباراغواي (3-1).

غاب الفريق الوطني عن نسخة أطلانطا، ليعاود المشاركة في دورة سيدني سنة 2000، لكنها كانت سيئة حين تجرع "الأولمبيون" مرارة الخسارة في المباريات الثلاث لدور المجموعات؛ أمام تشيلي (4-1)، وأمام كوريا الجنوبية (1-0) ثم أمام إسبانيا (2-0).

في أثينا عام 2004، لم يتمكن المنتخب المغربي من تجاوز محطة المجموعات، رغم تحقيقه أربع نقاط، من تعادل أمام كوستاريكا (0-0) وانتصار أمام العراق (2-1) وقبلها هزيمة أمام البرتغال بقيادة النجم الحالي كريستيانو رونالدو (2-1).

آخر مشاركة أًولمبية للمنتخب الوطني تعود لدورة "لندن 2012"، حيث حقق زملاء عبد العزيز برادة، حينها، التعادل في اللقاء الأول أمام منتخب هندوراس (2-2)، والهزيمة أمام اليابان (1-0) ثم التعادل أمام منتخب إسبانيا (0-0) في المواجهة التي جرت على أرضية ملعب "أولد ترافورد" في مدينة مانشستر.

أكد الناخب الوطني وليد الركراكي، مدرب المنتخب المغربي الأول، أنه يعمل وفق مخطط "فدرالي"، حيث يكون التواصل والتنسيق مع طارق السكتيوي، مدرب المنتخب "الأولمبي"، الأخير الذي تولى المهام خلفا للإطار الوطني عصام الشرعي، وذلك استعدادا للألعاب الأولمبية "باريس 2024".

"نبحث دائما عن العلاقة بين المنتخب الأول والأولمبي؛ حاليا لدينا 7 أو 8 أولمبيين في الفريق الأول، ثلاثة سيلعبون فوق السن القانوني، ما يعني 11 لاعبا سيذهبون للأولمبياد. العمل الذي قمنا به منذ قدومي، نسعى من خلاله إلى الفوز وتجهيز فريق لسنوات قادمة، ولدينا الآن فريق سيذهب للأولمبياد في المنتخب الأول، ونسعى أن يتجاوز الدور الأول ويمكن أن نفعلها"، يضيف الركراكي خلال الندوة الصحافية التي أعلن من خلالها عن قائمة المنتخب الأول لمواجهة منتخبي زامبيا والكونغو، في إطار تصفيات كأس العالم 2026.

استراتيجية واضحة سطرها المكتب الجامعي الحالي بقيادة فوزي لقجع، رئيس لجنة المنتخبات، والذي يركز على قاعدة المنتخبات الوطنية لخلق التنافسية المفقودة عن الفئات السنية لهاته الأخيرة، منذ عقود، حيث بدأ جني ثمار هذا العمل بتألق منتخب أقل من 17 سنة، الذي بلغ دور ربع نهائي كأس العالم الأخيرة في إندونيسيا، دون أن ننسى منتخب أقل من 23 سنة الذي توج بلقب كأس أمم إفريقيا بالمغرب وضمان تذكرة التأهل إلى دورة "باريس 2024"، بعد أن فشل في بلوغ دورتين "أولمبيتين" متتاليتين.

فلسفة التكوين والتأطير الذي تضعها الإدارة التقنية الوطنية محددا لطريقة العمل داخل المنتخبات الوطنية، من منتخب أقل من 15 سنة حتى منتخب الكبار، تجعل من الأخير واجهة بارزة لعمل مبذول على مستوى القاعدة، أنتج لنا بروز لاعبين أمثال شادي رياض، بلال الخنوس، أسامة العزوزي، إسماعيل الصيباري وأمير ريتشاردسون، على سبيل الذكر ليس الحصر.

مواهب يقل عمرها عن 23 سنة، أضحت تتمتع بتجربة كبيرة مع المنتخب الوطني الأول، ما يجعلها تراود الحلم "الأولمبي" بثقة أكبر وخبرة المواعيد الكبرى، بعد أن تأقلمت في محيط تنافسي سليم تحت إمرة الناخب الوطني وليد الركركي، عكس ما كان عليه الأمر في مناسبات سابقة، نذكر منها حقبة المدرب الهولندي بيم فيربيك الذي قاد "الأولمبيين" في دورة "لندن 2012".

لن يصل إلى نجومية المنتخب الأمريكي لكرة السلة أو ظهور الأسطورة الإسباني رافاييل نادال في ملاعب "رولان غاروس"، إلا أن المنتخب المغربي لكرة القدم يستأثر باهتمام المتتبع الرياضي خلال الدورة الأولمبية الصيفية "باريس 2024"، بالنظر للمواهب التي يضمها الأخير في صفوفه.

بلال الخنوس أحد هاته المواهب التي ستطارد "البوديوم" الأولمبي، كما فعل ليو ميسي في بداياته لما توج بذهبية "بكين 2008"، حيث يعتبر اللاعب الشاب المغربي من بين أبرز الأسماء التي تستأثر باهتمام أندية أوروبية كبيرة، بعد أن أحرز لقب أفضل موهبة في الموسم بالدوري البلجيكي، نظرا للمردود المميز الذي قدمه مع ناديه جينك في منافسات "جوبيلير بروليغ"

الخنوس (20 سنة)، الذي سجل ثلاث أهداف ومنح ست تمريرات حاسمة، هذا الموسم في بلجيكا، سيحمل شعار أحد الأندية الألمانية، قبل سفره مع "الأولمبي" إلى باريس.

أيضا، موسم مميز ذلك الذي قدمه الدولي المغربي أسامة العزوزي في إيطاليا، حيث ساهم في إنجاز تاريخي لناديه بولونيا، الأخير الذي تمكن من تحقيق بطاقة التأهل المباشرة للعب مسابقة دوري أبطال أوروبا خلال الموسم القادم، بعد أن حل في المركز الخامس، أمام أندية روما ولاتسيو وفيورنتينا.

العزوزي (23 سنة)، مستقبل خط وسط ميدان المنتخب الوطني، شارك في 18 مباراة من "Serie A"، سجل هدفين ومنح تمريرتين حاسمتين، كما أن أسهمه في "بورصة" اللاعبين ارتفعت بشكل كبير، حيث أضحت قيمته التسويقية تبلغ 2 مليون أورو.

قيمة تسويقية ارتفعت أيضا لدى الموهبة إلياس بن الصغير (19سنة)، نجم نادي موناكو الفرنسي، الذي بصم على ظهوره الأول مع المنتخب المغربي للكبار، حيث ترك انطباعات كبيرة على أنه اسم قادم بقوة لدى "الأسود"، كما أنه قد يكون من بين دعامات تشكيلك السكتيوي في الأولمبياد المقبل.

عبد الصمد الزلزولي، أمير ريشاردسون، إلياس أخوماش، إبراهيم صلاح..كلها أسماء تنتظر بروزها رفقة منتخب "U23" ، بعد أن قدمت أوراق اعتمادها وحظيت بثقة الناخب الوطني وليد الركراكي في فترات متفرقة.

طارق السكيتوي سيكون أمام اختبار حقيقي للاختيار بين "أرمادا" من المواهب المحترفة في نواد كبيرة بأوروبا، وذلك لإيجاد أفضل توليفة ممكنة خلال المسابقة، مع إمكانية اعتماده على ثلاث لاعبين فوق سن الـ 23، والذين سيقدمون الإضافة النوعية لتشكيلة "الأولمبي" المغربي.

مقارنة مع مجموعة المنتخب الأرجنتيني، خصم "الأشبال" في دور المجموعات، هناك فوارق عدة من حيث الأسماء، حيث يعتمد "التانغو" على البطولة المحلية في منظومة منتخبه "الاولمبي"، يتوزعون عبر أندية بوكا جونيورز، ريفر بلايت، نيويلز أولد بويز، سان لورينزو وراسينغ.

رغم قوة الإسم الأرجنتيني المتوج بالذهب الأولمبي في مناسبتين (2004 و2008)، إلا أن المنتخب الوطني يبقى مرشحا للعب الأدوار الطلائعية في مجموعة تضم أيضا منتخبي أوكرانيا والعراق.

نُخبة الجزائر المتخلفة !

لم يبق للمرشحين للانتخابات الرئاسية الجزائرية التي ستجرى في السابع من سبتمبر المقبل إلاّ أن يُصَلُوا للعلي القدير علانية لمطالبة السماء أن تختفي المملكة المغربية من الخريطة ذات صباح! فالعداء ...

استطلاع رأي

في رأيك، من هو أسوأ رئيس حكومة مغربية خلال السنوات الخمس والعشرين من حكم الملك محمد السادس؟

Loading...