مقاطعة المُنتجات الفرنسية تتواصل بالمغرب والبلدان العربية.. وفرنسا "تأمر" بإيقافها فورا!
أثار بيان صادر من الوزارة الخارجية الفرنسية، موجة جديدة من الجدل في المغرب والعالم العربي، بعد انتشار حملة مقاطعة المُنتجات الفرنسية، في عدد من البلدان العربية، من ضمنها المغرب الذي لازال الحملة متواصلة فيه وتتصدر مواقع التواصل الاجتماعي.
المثير في البيان، هو اللهجة التي استعملتها وزارة الخارجية الفرنسية في صياغتها للبيان الذي تدعو فيه لإيقاف المقاطعة التي تستهدف المُنتجات الفرنسية في عدد من البلدان، خاصة في الشرق الأوسط، حيث اعتبرت أن دعوات المقاطعة هي صادرة من "أقلية راديكالية"، بالرغم أن الحملة يشارك فيها الملايين من المواطنين العرب والمسلمين في عدد من البلدان.
وجاء في بيان وزارة الخارجية، إن "دعوات المقاطعة هي بدون أهداف ويجب أن تتوقف فورا، وكذلك كل الهجمات التي تتعرض لها بلادنا والتي تقف وراءها أقلية راديكالية". وقد جاء هذا البيان عقب الضجة المثارة في العالم الإسلامي والعربي إثر نشر جريدة شارلي إيبدو لرسوم مسيئة عن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، وتصريحات ماكرون المستفزة للمسلمين الذي أكد بأن تلك الرسوم ستبقى باعتباره حرية تعبير.
وكان ماكرون قد خرج بتصريحات مستفزة لمشاعر المسلمين في كل بقاع العالم، كرد فعل على تعرض أستاذ فرنسي لقطع الرأس من طرف شاب شيشاني بسبب استهزاء الأستاذ بالرسول عليه السلام، وهو الأمر الذي اعتبره متتبعون أن ماكرون ركب عليه من أجل استقطاب اليمين المتطرف إلى جانبه.
ولازالت قضية الرسوم المسيئة للرسول محمد عليه السلام تثير الكثير من الجدل على المستوى الدولي، ودفعت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى مهاجمة الرئيس الفرنسي وطلب منه أن يخضع لفحص عقلي، وهو ما دفع بالمقابل فرنسا إلى استدعاء سفيرها من أنقرة.
كما تشهد فرنسا حاليا العديد من المظاهرات من طرف الجالية المسلمة التي تستنكر ما يتعرض له الدين الإسلامي والمسلمين من استهزاء واعتداء، بدعم ومساهمة من السلطات الفرنسية التي أقدمت مؤخرا على حماية مباني فرنسية رفعت صورا مسيئة للرسول عليه السلام على واجهتها، وهو ما اعتبره مسلمون دعم السلطات الفرنسيين لحملات الاستهزاء وازداء الدين الإسلامي.
جدير بالذكر في هذا السياق، أن المغرب، أدان بشدة الإمعان في نشر رسوم الكاريكاتير المسيئة للإسلام وللرسول سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.
وحسب بلاغ لوزارة الخارجية المغربية، فالمملكة تستنكر هذه الأفعال التي تعكس غياب النضج لدى مقترفيها، وتجدد التأكيد على أن حرية الفرد تنتهي حيث تبدأ حرية الآخرين ومعتقداتهم.
وحسب ذات البلاغ، فلا يمكن لحرية التعبير، لأي سبب من الأسباب، أن تبرر الاستفزاز والتهجم المسيء للديانة الإسلامية التي يدين بها أكثر من ملياري شخص في العالم.
وأضاف بلاغ وزارة الخارجية، أنه وبقدر ما تدين المملكة المغربية كل أعمال العنف الظلامية والهمجية التي تُرتكب باسم الإسلام، فإنها تشجب هذه الاستفزازات المسيئة لقدسية الدين الإسلامي.وتدعو المملكة المغربية، على غرار باقي الدول العربية والإسلامية، إلى الكف عن تأجيج مشاعر الاستياء وإلى التحلي بالفطنة وبروح احترام الآخر، كشرط أساسي للعيش المشترك والحوار الهادئ والبناء بين الأديان.