منظمة مراسلون بلا حدود: أخنوش سيطر على الحقل الإعلامي في المغرب ولا يدخر جهدا في "الضغط" على الصحافيين الناقدين
وضع أحدث تصنيف لمنظمة "مراسلون بلا حدود" بخصوص حرية الصحافة عبر العالم، المغرب في المرتبة 129 عالميا والخامسة على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وعلى الرغم من أن ذلك يعني أن المغرب تقدم بـ 15 مرتبة مقارنة بتصنيف العام الماضي، إلا أن التقرير الخاص به تحدث أن عزيز أخنوش، رئيس الحكومة ورجل الأعمال "يحكم قبضته على المشهد الإعلام".
وانتقل المغرب من المرتب 144 سنة 2023 إلى المرتبة 129 سنة 2024، في التصنيف الذي يشمل 180 دولة، وحلت المملكة بذلك على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، خلف كل من موريتانيا التي جاءت في المرتبة 33 عالميا، وقطر في المرتبة 84 عالميا، ثم إسرائيل في المرتبة 101، وتونس التي حلت في المرتبة 118.
وفي المقابل تقدم المغرب على كل من الكويت صاحبة المرتبة 131 عالميا، وسلطنة عمان التي حلت في المرتبة 137 والجزائر صاحبة المرتبة 139، ولبنان في المرتبة 140 وليبيا في المرتبة 143، مبتعدا عن باقي دول المنطقة، مثل تركيا صاحبة المرتبة 158 والإمارات التي حلت في المرتبة 160 والسعودية في المرتبة 166 ومصر في المرتبة 170.
وأورد التقرير أن الصحافيين المستقلين في المغرب "يتعرضون لضغوط مستمرة، حيث أقدمت حكومة رجل الأعمال النافذ عزيز أخنوش على إحكام السيطرة على الحقل الإعلامي بشكل تام"، وتابع "تبقى تعددية الصحافة مجرد واجهة صورية، حيث لا تعكس وسائل الإعلام تنوع الآراء السياسية في البلاد".
وأوضحت المنظمة أن الصحافيين المستقلين والمنابر الإعلامية الناقدة يواجهون "ضغوطا كبيرة، ويُنتهك الحق في الحصول على المعلومات أمام آلة الدعاية التي ترمي بكل ثقلها، بينما أصبح التضليل الإعلامي أداة لخدمة الأجندة السياسية لدوائر السلطة".
وفي حديثه uن السياق السياسي المغربي جاء في التقرير التقرير "بعدما ظل في الحُكم منذ 2011، خسر حزب العدالة والتنمية الإسلامي في الانتخابات التشريعية التي أُجريت عام 2021، حيث كان الفوز من نصيب التجمع الوطني للأحرار، ولا يدَّخر رئيس الحكومة عزيز أخنوش أي جهد في الضغط على الصحفيين الناقدين ورفع دعاوى قضائية ضدهم".
وعلى المستوى الاقتصادي أبرزت المنظمة أن الصحافيين المغاربة يعملون "في بيئة اقتصادية بعيدة كل البعد عن كونها ملائمة لممارسة المهنة، حيث تعجز وسائل الإعلام المستقلة عن جذب المعلنين"، وتابعت "المنابر المستقلة، السائرة في طريق الانقراض، تعاني الأمرين من أجل تحقيق الاستقرار المالي الذي من شأنه أن يضمن لها الاستمرارية"، معتبرة أن المؤسسات الصحفية المقربة من دوائر السلطة "تنعم باستقرار أكبر بفضل سهولة حصولها على الموارد المالية".