من بينها الأحزاب المغربية.. الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين تحُث اليساريين دعم جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل
وجّهت دائرة العلاقات الخارجية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نداء لجميع الأحزاب اليسارية بما فيها المغربية، لدعم جنوب أفريقيا في محكمة العدل ضد إسرائيل، وحثّ حكومات بلدانهم على ذلك.
وجاء في مطلع الرسالة المذكورة "أيها الرفاق، ترتكب إسرائيل منذ أربعة أشهر إبادة جماعية شاملة في غزة ضد الشعب الفلسطيني، دون أي إدانة من المجتمع الدولي، وتقوم إسرائيل بعمليات التطهير العرقي، وقتل المدنيين، وفرض حصار كامل يهدف إلى تدمير الشعب الفلسطيني، وكل ذلك منصوص عليه في اتفاقية منع الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها".
وأشارت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في رسالتها، إلى أن اسرائيل تقصف المدنيين الفلسطينيين، مخلفة أكثر من 30 ألف شهيد، و60 ألف جريح، و8 آلاف مفقود. كما تدمر البنية التحتية بشكل كامل، وتستهدف المستشفيات والمرافق المدنية، بما في ذلك مراكز الأمم المتحدة، وتدمر المدارس والمخابز، وتقتل الصحفيين عمداً.
وبما أن إسرائيل طرف في اتفاقية منع الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، تقدمت جنوب أفريقيا بدعوى ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب اسرائيل جرائم إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني، وقدمت في الجلسة الأولى كافة الأدلة التي تثبت أن إسرائيل ارتكبت جرائم إبادة جماعية بموجب اتفاقية منع الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها.
وبناء عليه، دعت دائرة العلاقات الخارجية للجبهة، كافة الاحزاب اليسارية وفي مقدمتهم هذه الاحزاب في الدول العربية، إلى دعم دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية والضغط على حكوماتهم لتكون طرفا مؤيدا في الدعوى المقدمة من جنوب أفريقيا إلى محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل، وذلك لتسريع إصدار محكمة العدل الدولية قرار عاجل ينص على وقف الحرب في قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني.
وكان الفريق القانوني لجنوب أفريقيا، قد أكد في مرافعته الخميس الماضي، على أن إسرائيل تكثف جرائمها ضد الفلسطينيين منذ عام 1948، وتخضع الفلسطينيين لنظام فصل عنصري، في وقت أن المجتمع الدولي فشل في منع الإبادة الجماعية في غزة.
وأشارت جنوب افريقيا، إلى أن أفعال إسرائيل في حرب غزة تشير إلى نية ارتكاب إبادة، وأن مئات من العائلات في غزة قتلت بالكامل، ولم يبق منها أي فرد على قيد الحياة، مشددى على أن إسرائيل تتعمد خلق ظروف تحرم الفلسطينيين من المأوى والمياه النظيفة، كما أنها فرضت عن عمد ظروفا في غزة لعدم السماح بالعيش، والتدمير الجسدي للفلسطينيين.
وتتألف الدعوى التي وجهتها جنوب افريقيا من 84 صفحة تؤكد أن إسرائيل فشلت في تقديم الأغذية الأساسية والمياه والأدوية والوقود وتوفير الملاجئ والمساعدات الإنسانية الأخرى لسكان القطاع.
ومن المقرر، أن تستمع لجنة من 17 قاضيا -منهم قاضيان من إسرائيل وجنوب أفريقيا- إلى مرافعات مدتها 3 ساعات لكل طرف، ومن المتوقع صدور حكم بشأن التدابير المؤقتة في وقت لاحق هذا الشهر، وأحكام محكمة العدل الدولية ملزمة، لكن المحكمة لا تملك تنفيذها.
وفي دلالة على ثقل مصطلح الإبادة أرسلت إسرائيل قاضيا سابقا بالمحكمة العليا كان قد نجا من المحرقة النازية (الهولوكوست) التي وقعت قبل توقيع اتفاقية الإبادة الجماعية، وستعين جنوب أفريقيا قاضيا أمضى خلال فترة شبابه 10 أعوام في جزيرة روبن التي التقى فيها الرئيس السابق لجنوب أفريقي نيلسون مانديلا.
من جانبها، أعلنت جامعة الدول العربية دعمها وتأييدها بشكل كامل الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية وخرق اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948، معربة عن تطلعها إلى حكم عادل يوقف الحرب العدوانية على قطاع غزة، ويضع حدا لنزيف الدم الفلسطيني.
وقال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط في تصريحات صحفية إن "الأمانة العامة للجامعة تدعم المسعى الجنوب أفريقي بكل السبل الممكنة من خلال الاستعداد لتقديم ما يخدم القضية، ويعزز الموقف الفلسطيني"، معتبرا أنها "خطوة مهمة، ليس فقط نحو وقف إطلاق النار، ولكن أيضا مساءلة الاحتلال الإسرائيلي".