من صراعها مع المغرب إلى صراع مع دول أخرى.. اقتراب الرباط من حل نزاع الصحراء يثير سخط الجزائر

 من صراعها مع المغرب إلى صراع مع دول أخرى.. اقتراب الرباط من حل نزاع الصحراء يثير سخط الجزائر
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الجمعة 30 غشت 2024 - 9:00

دخلت الجزائر في أزمة سياسية حادة مع فرنسا بعدما أعلنت الأخيرة دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي كحل وحيد لحل نزاع الصحراء، في يوليوز الماضي، لتُكرر نفس سيناريو أزمتها السابقة مع إسبانيا، بعدما اتخذت مدريد نفس الخطوة، لكن قبل باريس بأكثر من سنتين.

ولاحظ مراقبون وجود تحول كبير في ردود فعل الجزائر في قضية الصحراء عما كان عليه الوضع في السنوات والعقود الماضية، حيث لم يعد صراعها محصورا مع المغرب، بل تحول إلى دخولها في صراعات سياسية مع دول أخرى تشمل مختلف المجالات، كالاقتصاد والتعاون الثنائي في عدة قطاعات.

وربط محمد سالم عبد الفتاح، المحلل والخبير في قضية الصحراء، هذا التحول في ردود الفعل الجزائرية، إلى "التطورات المرتبطة بقضية الصحراء، حيث باتت هذه التطورات تُكرس حالة من اختلال ميزان القوى لصالح المغرب"، مشيرا إلى نجاح الرباط في استقطاب العديد من الدول لدعم سيادتها على الصحراء، وهو الأمر الذي يثير سخط الجزائر.

وأضاف عبد الفتاح في حديث مع "الصحيفة"، بأن هذا التحول مرتبط أيضا بـ"تغير قواعد الصراع بين المغرب والجزائر، حيث يتم حاليا تجاوز الدور الوظيفي لجبهة البوليساريو الانفصالية، في ظل احتراق جميع أوراق الضغط التي كانت في يد المشروع الانفصالي، مما جعل الجزائر تظهر حاليا بوجهها الحقيقي كطرف رئيسي في النزاع"، مشيرا إلى أن المنتظم الدولي أصبح يعتبر الجزائر كطرف رئيسي في القضية.

وأشار الخبير المذكور إلى أن توالي الاعترافات الدولية والدعم الذي  يحصل عليه المغرب في قضية الصحراء، أصبح "يُحدث اضطرابا لدى الجزائر، مما يجعلها تدخل في صراع مع المملكة المغربية في المحافل الدولية"، وهو ما يُفسر أيضا صراعها مع دول أخرى.

كما أشار عبد الفتاح إلى أن قضية الصحراء تحضر في الخطاب الرسمي للسياسة الخارجية للجزائر، ويتم توظيف القضية على المستوى الداخلي ضمن "سياسة الإلهاء" حسب تعبير الخبير، "بغرض تمييع النقاش الداخلي وتأجيل القضايا الحقيقية للجزائريين"، وهذا جانب من جوانب التصعيد الذي تقوم به الجزائر في القضية مع دول أخرى.

وبخصوص مصير الأزمة السياسية الحالية بين الجزائر وفرنسا، قال محمد سالم عبد الفتاح، بأنها ستتخذ نفس مسار الأزمة السابقة مع إسبانيا، مشيرا إلى أن الضغوطات التي تمارسها الجزائر على فرنسا لن تجد نفعا، على اعتبار أن المواقف التي أعلنت عنها هذه الدول (فرنسا وإسبانيا) هي نابعة من الشراكات الاستراتيجية التي يعقدها المغرب مع جواره الأوروبي والمنطقة.

وأضاف عبد الفتاح، بأن هذه المصالح تتشابك وتتكرس من خلال "الأدوار الريادية للمغرب في العمق الإفريقي، ولا سيما المشاريع الكبرى المرتبطة بالربط القاري وبتحقيق الامن الطاقي  في إفريقيا كمشروع أنبوب الغاز مع نيجيريا، إضافة إلى الحضور المغربي الاستثماري الكبير في القارة".

ووفق نفس الخبير، فإنه بالنظر إلى هذه المصالح الاستراتيحية والأدوار التي يقوم بها المغرب، "فإن أوراق الضغط لدى الجزائر غير ناجعة"، وبالتالي لا يُتوقع أن تجني أي شيء من خلال محاولات الضغط التي تقوم بها ضد دول تبنت مواقف لصالح المغرب في قضية الصحراء.

 الجزائر.. وأزمة هُوية سَحيقة

انحدر النظام الجزائري إلى حفرة عميقة من التاريخ للبحث عن هوية مفقودة، يبني بها شرعيته كنظام قتل 250 ألف جزائري في العشرية السوداء (2002-1991). وهو ذات النظام الذي يبحث، أيضا، ...

استطلاع رأي

كمغربي أو مقيم في المغرب، هل تشعر أن ارتفاع الأسعار ونسبة التضخم أثرت على:

Loading...