هل حذف "البيت الأبيض" الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء؟

تداولت العديد من المنابر الإعلامية العربية، خاصة الجزائرية، خبرا مفاده حذف موقع "البيت الأبيض" التابع للحكومة الأمريكية، بيان الإعلان الأمريكي الخاص بالاعتراف بمغربية الصحراء، وهو البيان الذي تم نشره بالموقع في 10 دجنبر 2020 بعد إعلان ترامب قرار اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على كافة أقاليمه الصحراوية.

عدد من المنابر الإعلامية الجزائرية "هلّلت" للحذف الذي طال البيان واعتبرت أن المغرب "تلقى صدمة" جراء ذلك، في حين أن الحقيقة تشير إلى أن كل ذلك يدخل في إطار الأخبار الزائفة، إذ حسب البحث الذي قامت به "الصحيفة" تبين أن الأمر يتعلق بعملية تحديث وصيانة تقنية للموقع ليتماشى مع التعديلات التي تتطلبها إدارة الرئيس الجديد، وقد أدى ذلك إلى حذف جل المنشورات السابقة.

عندما يحاول المتصفح حاليا دخول الإعلان الخاص بالاعتراف الأمريكي لمغربية الصحراء، يُقابل برسالة تقنية من الموقع بأن الصفحة المطلوبة غير موجودة، وهو الأمر الذي دفع ببعض المنابر الإعلامية الجزائرية المساندة للطرح الإنفصالي للبوليساريو، للتهليل لما حدث، معتقدة أن ذلك إشارة على عزم إدارة بايدن عن التراجع عن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، غير أن البيت الأبيض عاد ونشر المرسوم الذي أصدره ترامب بمغربية الصحراء ضمن أرشيف موقع البيت الأبيض على على رابط "مرسوم قرار ترامب بمغربية الصحراء".

لكن خلال البحث، تبين أن جل الروابط الأخرى لمنشورات سابقة في موقع البيت الأبيض بدورها لا تعمل، ويتلقى المتصفح نفس الرسالة، مثل منشور خبري يتعلق بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الفرنسي ماكرون، أو منشور متعلق بالرئيس الترامب ووزير إيطالي، وجل المنشورات الأخرى عند البحث عن روابطها في محرك البحث غوغل، كلها لا تعمل في موقع البيت الأبيض حاليا.

ويعرف موقع البيت الأبيض، منذ يوم أمس الأربعاء، عمليات تحديث وتعديلات جديدة، بعد تنصيب جو بايدن رئيسا جديدا للولايات المتحدة الأمريكية خلفا للرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، وبالتالي أدت تلك التعديلات الجارية في حذف وتوقف عمل جل الروابط السابقة التي تم نشرها على هذا الموقع.

هذا، وتجدر الإشارة إلى أن "حذف" موقع البيت الأبيض للإعلان الأمريكي بمغربية الصحراء، حتى لو كان بنية مقصودة من طرف الإدارة الجديدة، فإنه لا يعني التراجع الأمريكي عن القرار الذي اتخذته في هذا السياق، إذا لم يتخذ الرئيس الجديد بنفسه قرارا جديدا وإعلانه بشكل رسمي للعلن.

كما تجدر الإشارة، إلى أن السفير الأمريكي بالمغرب، ديفيد فيشر، كان قد أكد في تصريح حصري لـ"الصحيفة" أن إدارة بايدن ستواصل تأييد مقترح الحكم الذاتي للصحراء تحت السيادة المغربية، واستبعد أن يكون هناك أي تراجع في القرار الامريكي بهذا الخصوص.