نائب برلماني إسباني: مصادر موثوقة في قطاع الطيران الإسباني تؤكد نقل مدريد للمغرب إدارة المجال الجوي للصحراء
كشف النائب البرلماني الإسباني عن تحالف (GPPLU)، أرماس غونزاليز، أن مصادر موثوقة من داخل قطاع الطيران الإسباني تفيد بأن هناك تحركات داخل وزارة النقل الإسبانية لنقل تقديم خدمات الملاحة الجوية (ATS) المتعلقة بالمجال الجوي للصحراء، لفائدة المغرب.
وكشف غونزاليز عن هذا المعطى في سؤال كتابي وجهه إلى وزارة النقل الإسبانية بتاريخ 12 نونبر الجاري، حيث قال إن هذا "التنازل" إذا تم تأكيده، فيعني بشكل عملي أن إسبانيا ستتنازل عن السيطرة على المجال الجوي للصحراء لصالح المغرب، وهو ما اعتبره "تنازلا من الباب الخلفي" حسب تعبيره في سؤاله الكتابي.
وأشار غونزاليز إلى أن التنازل عن خدمات ATS لمقدمي الخدمات الأجانب عادة ما يتم في مساحات محدودة وبسبب أسباب تتعلق بحركة المرور أو لتسهيل تبادل التحكم الجوي، موضحا أن ما يتم التفكير فيه فيما يتعلق بالصحراء المغربية يتجاوز هذا النمط المعتاد.
كما أشار في السياق نفسه إلى أن التعاون الجوي الحالي بين إسبانيا وموريتانيا يقتصر على مساحات ضيقة وارتفاعات محدودة لتأمين حركة المرور الجوي، وهو تعاون لا يتضمن تنازلا كاملا كما هو الحال في التفكير المتداول حول المجال الجوي للصحراء. وطالب غونزاليز الحكومة الإسبانية بتوضيح موقفها الرسمي بشأن هذا الموضوع.
هذا وتجدد في الأيام الأخيرة النقاش حول إدارة المجال الجوي في الصحراء المغربية داخل إسبانيا، بعدما أعلنت شركة "ريانير" الإيرلندية إطلاق خطوط جوية مباشرة من مدينة الداخلة نحو مطارات دولية، وقد أثارت هذه الخطوة جبهة البوليساريو وداعمتها الجزائر.
ووجهت أطراف جزائرية بالخصوص اللوم إلى مؤسسة "ENAIRE" الإسبانية، حيث اعتبرتها الجهة التي رخصت لهذا الدخول، بدعوى أنها المكلفة بإدارة الملاحة الجوية في إسبانيا والصحراء، انطلاقا من جزر الكناري.
وقالت مصادر إعلامية جزائرية مقربة من النظام، أن هذه الخطوة تعد "انتهاكا صارخا" لقرار محكمة العدل الأوروبية الذي صدر في الرابع من أكتوبر الماضي، والذي قضى حسب زعمها بعدم اعتراف الاتحاد الأوروبي بسيادة المغرب على الصحراء.
ويبدو أن الجزائر لجأت إلى تحريك بعض السياسيين الأوروبيين الموالين لها، وبالأخص الناشط السياسي الفرنسي، سليم جلاب، ذو الأصول الجزائرية، لإثارة النقاش حول الترخيص لإطلاق خطوط جوية دولية بين الصحراء المغربية وعدد من مطارات العالم، حيث ادعت الصحافة الجزائرية أن جلاب أعلن عن البدء في إجراءات قانونية ضد مؤسسة "ENAIRE" الإسبانية.
ونقلت الصحافة الجزائرية ما نشره جلاب على حسابه الرسمي بموقع "إكس" الذي ادعى أن القرار الذي اتخذته المؤسسة الإسبانية يتناقض مع حكم محكمة العدل الأوروبية الذي يرفض سيطرة المغرب على الأراضي الصحراوية، زاعما أن هذه الخطوط الجوية من شركة "ريانير" يعكس تواطؤ بعض الأطراف الدولية مع المغرب في تجاهل الوضع القانوني للصحراء.
وتجدر الإشارة في هذا السياق أن المغرب شرع منذ العام الماضي في فرض سيطرته الكاملة على أجواء الصحراء، تماشيا مع إعلان مدريد دعمها لمقترح الحكم الذاتي. كما أن الحكومة الإسبانية اعترفت بأنها عقدت اجتماعات مع المغرب، بشأن إدارة المجال الجوي للصحراء، خلال السنتين الأخيريتين، أي بعد إعلان رئيس الحكومة بيدرو سانشيز، دعم إسبانيا لمبادرة الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء تحت السيادة المغربية في مارس 2022.
ووفق تقرير لوكالة "أوروبا بريس" للأنباء، فإن الحكومة الإسبانية أكدت في هذا السياق، أنها أجرت على الأقل اجتماعين مع المغرب بشأن إدارة المجال الجوي للصحراء، في السنتين الأخيرتين، وذلك في ردها على إحدى الاستفسارات التي تقدمت بها نائبة برلمانية عن حزب "الائتلاف الكناري" في البرلمان الإسباني.
وحسب المصدر ذاته، فإن نائبة الائتلاف الكناري، كريستينا فاليدو، كانت قد طالبت في أبريل الماضي من الحكومة تقديم توضيحات بشأن ما يُتداول حول تحويل إدارة المجال الجوي للصحراء، من جزر الكناري إلى المغرب، وقد ردت الحكومة بأن اجتماعين عُقدا بهذا الخصوص، مشيرة إلى أن الاجتماعين كانا بهدف تعزيز التعاون في مجال إدارة المجال الجوي.
ويُشير فتح خطوط جوية بين الصحراء وعواصم دولية من طرف شركات عالمية متخصصة في الرحلات الجوية، على أن المغرب أصبح يتحكم في المجال الجوي للصحراء، وهو الأمر الذي يثير غضب الجزائر وجبهة البوليساريو الانفصالية.