هل هي رسالة استفزاز للمغرب؟.. الجيش الإسباني يَنشر مشاهد لإمداد عناصره في صخرة "النكور" قرب الحسيمة
على الرغم من حديث المسؤولين الحكوميين الإسبان أمام وسائل الإعلام عن رغبتهم في "طي صفحة الأزمة" مع المغرب، التي بدأت بدخول زعيم جبهة "البوليساريو" إبراهيم غالي إلى الأراضي الإسبانية بواسطة جواز سفر دبلوماسي جزائري يحمل هوية مزورة، والتي تفاقمت يوم 17 ماي مع دخول الآلاف من المهاجرين غير النظاميين إلى سبتة، إلا أن ما يجري على أرض الواقع يوحي بالتصعيد، ومن ذلك التحرك العسكري في شبه جزيرة "النكور".
وفي خضم الأزمة المتفاقمة، نشرت القوات البحرية الإسبانية عبر حسابها الرسمي في "تويتر" فيديو لعملية إمداد لقوات الجيش الإسباني الموجودين في شبه الجزيرة الملاصقة لإقليم الحسيمة والتي يعتبرها المغرب إحدى الثغور المحتلة، وتمت العملية بواسطة سفينة حربية وطائرة مروحية وأرفقت بحرية مدريد المشاهد بتغريدة قالت فيها إن الأمر يتعلق بمهمة لدعم قواتها في "مناطق السيادة الوطنية في شمال إفريقيا".
وتحمل هذه المنطقة التي توصف بـ"الصخرة" بسبب صغر حجمها، دلالات تاريخية وقيمة استراتيجية، إذ لا تزال خاضعة للسلطة الإسبانية منذ سنة 1673 وكانت إحدى مواقع إنزال الجيش الإسباني خلال حرب الريف في عشرينات القرن الماضي، وعادة لا تُسلط القوات المسلحة الإسبانية اهتماما إعلاميا على تحركتها في الثغور والجزر المتوسطية التي تسيطر عليها في سواحل المغرب، وهو ما يعني أنها هذه المرة كانت توجه "رسالة" لجارها الجنوبي.
وتأتي هذه الخطوة تزامنا مع التحضير لمناورات "الأسد الإفريقي" التي تنظمها القيادة المركزية للقوات المسلحة الأمريكية في إفريقيا، المعروفة اختصارا بـ"أفريكوم"، وهي الأكبر من نوعها في القارة السمراء، وستجرى مراحل منها لأول مرة في الأقاليم الصحراوية تفعيلا للاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، بمشاركة القوات الأمريكية والمغربية إلى جانب السنغالية والتونسية، ويوم أمس الثلاثاء أكدت وكالة "إيفي" أن الجيش الإسباني لن يشارك فيها.
ولم يصدر أي موقف رسمي من الرباط ردا على ما جرى في شبه جزيرة "النكور"، غير أن حساب القوات المسلحة الملكية على الفيسبوك "FAR Maroc" نشر تدوينة جاء فيها " تلقينا باشمئزاز كبير خبر قيام الجيش الإسباني بمناورات عسكرية بسواحل الجزر المحتلة بالقرب من مدينة الحسيمة المغربية تحت مسمى حملة دعم التواجد الإسباني بشمال أفريقيا".
وأورد الحساب "مثل هذه الاستفزازات في هذه الظرفية التي تعرف أزمة كبيرة بين البلدين، دليل جديد على أن إسبانيا لم ولن ترى المغرب كشريك مهم لأمنها واستقرارها وكجار وجب تكريس مكانته في مقدمة أولوية السياسة الخارجية، وأضاف "مثل هذه الاستفزازات الصبيانية دليل آخر عن عدم علم الإسبان بتاريخ المملكة وقوة مؤسساتها التاريخية، فالرد لن يكون سوى صفعة قاسية ستأتي في الوقت المناسب بالرزانة المعهودة للمغرب"، خالصا إلى أن "إسبانيا تحاول بشتى الطرق بلوغ خط اللاعودة في علاقاتها مع المغرب وستكون الضحية الوحيدة لذلك".
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :