"واشنطن بوست" تروي فصول رحلة ساحرة إلى قرية "البهاليل" المغربية
خصصت صحيفة "واشنطن بوست" ركنها "أسفار" لتروي فصول رحلة ساحرة إلى قرية البهاليل المغربية الرابضة في أحضان جبال الأطلس المتوسط.
وتحت عنوان "في المغرب، إقامة لمدة 44 ساعة في قرية صغيرة تترك انطباعا قويا"، يحكي الكاتب، ديفيد براون، عن توقفه بقرية البهاليل، معتبرا أن الساعات التي أمضاها في هذه القرية "تبين أنها أكثر اللحظات التي لا تنسى في رحلة إلى المغرب امتدت لأسبوعين".
وكتب براون، الذي بدا مأخوذا بجمال المدينة العتيقة و(دار الضيافة) التي أقام بها، أن هذه الرحلة شكلت أيضا دليلا على أن "السفر دون خطة مسبقة هو أفضل خطة في بعض الأحيان". وعبر الكاتب في حكيه الطويل عن إعجابه بالحس البئيي العالي لمضيفه كمال الشاوي، وهو مهندس سابق استقر في البلدة الصغيرة بحثا عن الهدوء والسكينة بعدما أقام لفترة طويلة في ألمانيا.
ويدير كمال حاليا (دار الضيافة) في القرية كما يشارك في العمل الجمعوي، لا سيما من خلال الترويج للسياحة القروية وتحسيس جيرانه بأهمية الحفاظ على البيئة وجمع النفايات. وتوقف المقال عند خصائص المنطقة ومناظرها الطبيعية، ومنازلها المبثوثة وسط الكهوف وكذا منتجات الصناعة التقليدية ولا سيما صنع أزرار الجلباب التقليدي، فضلا عن جوانب من حياة سكانها.
ويقول الكاتب الأمريكي: "بدا لافتا خلو الشوارع المجاورة من القمامة كما تمت إعادة طلاء العديد من المنازل حديثا، ولم يكن ذلك من قبيل الصدفة، فما يقوم به كمال يعادل ماتقوم به جمعية (..)، حيث يحث الجيران على إعادة طلاء منازلهم بل يقوم بذلك بدلا عنهم في بعض الأحيان، كما يلتقط القمامة، ويعظ لأولئك الذين لا يفعلون ذلك".
ويضيف الكاتب "اليوم، يشارك كمال في العديد من المهام وليس فقط في حملة لمحاربة النفايات، إنه يؤمن بالتضامن وحسن الجوار"، مشيرا إلى أن مضيفه المغربي "يعمل على إشاعة ثلاثة أمور: الحس البيئي والتسامح والالتزام المواطن". واسحضر براون الأعمال الفنية لفنان محلي، لطيف عبداللاوي، الذي أبدع لوحات لسكان محليين تزين جدران بيت الضيافة الذي يملكه مضيفه كمال.
كما أبدى الكاتب، الذي تعهد بالقيام بزيارة أخرى لهذه القرية الفريدة من نوعها بمنطقة الأطلس المتوسط، إعجابه بورشة الفنان الواقعة في أحد كهوف المنطقة التي تم ترميمها والتي تزخر بأشياء جذابة.