وزارة الداخلية الإسبانية لـ"الصحيفة": نشيد بالتعاون الإيجابي للرباط في مجال الهجرة، والمغرب ملتزم بجهود محاربة عصابات الاتجار بالبشر
أشادت وزارة الداخلية الإسبانية بالتعاون الإيجابي للمغرب في مجال مكافحة الهجرة غير النظامية مع إسبانيا، والتزام الرباط بجهود محاربة العصابات الإجرامية التي تنشط في الاتجار بالبشر، وذلك في جواب حول تساؤلات متعلقة بوضعية التعاون بين البلدين في مجال الهجرة في الوقت الراهن على خلفية التدفقات الأخيرة للمهاجرين، كانت قد وجهتها "الصحيفة" للوزارة الإسبانية.
وأضافت الداخلية الإسبانية في تواصلها مع "الصحيفة"، بأن الوزير فيرناندو غراندي مارلاسكا أشاد في عدة مناسبات بالتعاون القائم حاليا بين المغرب وإسبانيا في مجال الهجرة، مذكرة بمخرجات اجتماع الرباط في 19 يناير الماضي، في إشارة إلى أنه لم يطرأ أي تغيير في التعاون بين الطرفين في مجال مكافحة الهجرة غير النظامية وعصابات الاتجار بالبشر.
وتحمل هذه الإشارة جوابا على بعض الأحزاب الإسبانية المعارضة، وعلى رأسها حزب "فوكس" اليميني المتطرف، الذي اطلق مؤخرا تصريحات يتهم فيها المغرب بالتواطؤ في تدفق المهاجرين غير النظاميين على سبتة المحتلة في الأسابيع الماضية، حيث شهدت المدينة تسلل المئات من المهاجرين، بالرغم من محاولات الصد التي قامت بها القوات المغربية ونظيرتها الإسبانية.
وأكدت وزارة الداخلية لـ"الصحيفة" في هذا السياق، بأن الوزير فيرناندو مارلاسكا يشيد بشكل خاص بـ"التزام المغرب وجهوده"" في مكافحة الهجرة السرية، إضافة إلى محاربة العصابات التي تتجار بالبشر، حيث سبق أن أكد الوزير الإسباني على أن العصابات المتخصصة في تهريب البشر هي التي تتحمل مسؤولية مآسي الهجرة الي تحدث بين المغرب وإسبانيا.
وتجدر الإشارة إلى أن وزير الداخلية الإسباني، فيرناندو غراندي مارلاسكا، وصف خلال زيارته إلى الرباط في 19 يناير الماضي ولقائه بنظيره المغربي، عبد الوافي لفتيت، (وصف) التعاون بين المغرب وإسبانيا في مجال مكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية، بأنه "أفضل نموذج للتعاون معروف بين أوروبا وإفريقيا، في ظل ضغط الهجرة المتزايد والتهديدات الإرهابية".
وأضاف مارلاسكا حينها بأن "المغرب شريك استراتيجي رئيسي لإسبانيا في قضايا الداخلية"، وأضاف بأن هذا الاجتماع هو الثالث عشر بين الوزيرين، مما يظهر "العلاقات الممتازة والتزامنا الشخصي بتعزيز التعاون الثنائي باستمرار".
وخلال نفس الاجتماع، أعرب وزير الداخلية الإسباني بهذه المناسبة، عن شكره لنظيره المغربي، وعن"التزام المغرب وجهوده في مواجهة التحدي المشترك للهجرة غير الشرعية ومكافحة العصابات التي تتاجر بالأشخاص"، مشيرا إلى أن تهريب البشر من طرف المافيات التي تنشط في ذلك يُعتبر من أقسى الشرور الإنسانية.
هذا واستعرض المغرب في الأيام الأخيرة مجهوداته الكبيرة في مجال مكافحة الهجرة غير النظامية، منذ مطلع 2024، تزامنا مع تزايد تدافقات الهجرة السرية مؤخرا على شمال المغرب وجنوب إسبانيا، حيث نجح في إحباط أزيد من 54 ألف محاولة للهجرة غير النظامية من فاتح يناير إلى متم غشت 2024.
ووفق الاحصائيات التي كشفت عنها وزارة الداخلية المغربية، في الأيام الأخيرة، فإن شهر غشت سجل أكبر عدد من محاولات الهجرة غير النظامية، حيث تم إحباط 11.323 محاولة على مستوى عمالة المضيق الفنيدق، و3325 محاولة على مستوى إقليم الناظور.
وأشارت وزارة الداخلية إلى أن الأشخاص الذين قاموا بهذه المحاولات ينتمون إلى جنسيات مختلفة. ويرجع العدد الكبير المسجل في عمالة المضيق الفنيدق، إلى قربها الجغرافي من سبتة المحتلة، حيث حاول الآلاف من المهاجرين خلال شهر غشت الوصول إلى المدينة السليبة عن طريق السباحة مستغلين الضباب الذي عرفته المنطقة في بعض الأيام.
كما أشارت وزارة الداخلية إلى تفكيك 177 شبكة إجرامية تنشط في تهريب المهاجرين غير النظاميين، منذ بداية السنة الجارية، وهو عدد كبير بالنظر إلى الظرف الزمني القصير، ويُظهر (أي العدد)، النشاط المتزايد للشبكات الإجرامية التي تستغل المهاجرين بالرغم من الملاحقات الأمنية المتواصلة.
وفيما يخص عدد المهاجرين الذين تم إنقاذهم من طرف البحرية الملكية المغربية، ممن كانوا في عرض البحر، سواء خلال السباحة أو على متن القوارب، فقد بلغ عددهم منذ مطلع السنة الجارية إلى متم غشت إلى أكثر من 10 آلاف و500 مهاجر.
وأبرزت السلطات المغربية، أن هذه المجهودات كانت نتيجة ليقظة مختلف الأجهزة الأمنية، بالرغم من التحديات المتزايدة في هذا المجال، من طرف شبكات التهريب، والتحديات التي تفرضها الهجرات المستمرة للأشخاص من دول منطقة الساحل، بسبب الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي تعيشها هذه الدول.