وزيرة الخارجية الفرنسية: ماكرون سيزور المغرب فور إيجاد موعد لذلك.. والأزمة بين البلدين توجد فقط في الصحف
نفت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا، أن تكون هناك أزمة بين المغرب وفرنسا بسبب عدم تجاوب المغرب مع عرض المساعدات المقترح من باريس بعد الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز والمناطق المجاورة، موردة أيضا، في حوار تلفزي مع قناة LCI العمومية أن العلاقات جيدة بين الملك محمد السادس والرئيس إيمانويل ماكرون، هذا الأخير الذي يخطط لزيارة المملكة.
وعند سؤالها عن تأزم العلاقات بين الرباط وباريس وإمكانية إصلاحها من خلال زيارة قد يقوم بها الرئيس إيمانويل ماكرون إلى المملكة للقاء بالملك محمد السادس على وجه السرعة، دعت وزيرة الخارجية كاثرين كولونا إلى "الفصل بين الأمرين"، موردة أنه قد حدثت "أشياء غير لائقة حملت أحكاما على خيارات المغرب وسيادته"، في إشارة إلى الحملة الإعلامية في الصحف الفرنسية التي تلت عدم تجاوب المملكة مع عرض المساعدة الفرنسي.
وأوردت الوزيرة أن هناك من ربط ذلك باعتبارات دبلوماسية يمكن أن تكون حاضرة، مضيفة أن هذا الأمر "ليس فقط لا جدوى منه، ولكنه أيضا ماس بالبلدين، مع جانب مشين لم يكن موضع ترحيب"، قبل أن تشدد على أن العلاقات بين فرنسا والمغرب قديمة، وتطبعها علاقة صداقة عميقة بين الشعبين، مبرزة أن الحديث عاد على زيارة ماكرون للمملكة.
وحسب رئيسة الدبلوماسية الفرنسية، فإن رئيس الجمهورية تلقى دعوة من المغرب للقيام بزيارة دولة، والتي "لا بد من القيام بها الآن دون شك"، على حد تعبيرها، بمجرد أن يتم إيجاد موعد لها حتى يتسنى للبلدين أن يكونا في حجم تطلعاتهما معا في سياق دولي متحرك، والذي يتطلب الشراكة بينهما، وفق تعبير كولونا.
ونفت المسؤولة الفرنسية، التي أجرت الحوار في صالون بلمسة مغربية، أن تكون العلاقات بين الرباط وباريس متأزمة، مبرزة أن هذا الأمر "يُقرأ فقط في الصحف"، وأنه على أرض الواقع الأمر ليس كذلك، مدعية أن الجانب المغربي "جدد الدعوة" للرئيس الفرنسي من أجل زيارة المملكة، وذلك خلال الصيف الماضي.
وعند سؤالها عن ما إذا كان ماكرون سيذهب للمغرب أوردت كولونا "لقد تمت دعوته، ويجب الآن إيجاد الموعد، وبمجرد ما سيتم ذلك لن يكون هناك أي تأخر"، وهي المرة الأولى التي يتحدث فيها وزير في الحكومة الفرنسية عن وجود دعوة جديدة لماكرون من أجل زيارة الرباط، في ظل عدم وجود سفير للمملكة في باريس إلى حدود اللحظة.
وقبل أيام تحدثت كولونا نفسها عن العلاقة بين الملك محمد السادس وماكرون في لقاء تلفزيون، تلا الخبر الذي انفردت "الصحيفة" بنشره بخصوص رفض العاهل المغربي الإجابة عن المكالمة الهاتفية للرئيس الفرنسي بعد الزلزال، حيث أكدت هذه الواقعة قائلة إن ماكرون اتصل في وقت كان فيه الملك يرأس جلسة العمل لذلك لم يتلق منه جوابا.
ويوم الثلاثاء الماضي نشر ماكرون فيديو توجه فيه بالحديث إلى المغاربة، إثر الجدل الذي حدث بعد انتشار خبر عدم إجابته من طرف الملك، ومزاعم رفض الرباط المساعدات الفرنسية، قائلا إن فرنسا "متألمة بسبب ما حدث في ليلة الجمعة – السبت، هذه الهزة الأرضية الرهيبة، وتفكيرنا موجه للمفقودين وعائلاتهم، وللمصابين"، مضيفا أنه يفكر أيضا في "العائلات التي تقسم حياتها بين فرنسا والمغرب، ومصائرها المترابطة"، وأضاف "فرنسا تقف بجانبكم".
وأورد الرئيس الفرنسي أنه "في هذا الوقت، الذي هو وقت ألم، ولكن أيضا وقت عمل وتضامن، أريد أن أقول كلمات بسيطة، لقد رأيت الكثير من الجدل خلال الأيام الأخيرة، والي لم يكن يجب أن حدث"، في إشارة إلى رفض الملك محمد السادس الرد على اتصاله الهاتفي، وعدم تجاوب الرباط مع عرض المساعدة الباريسي.
وتابع ماكرون "نحن هنا، ولدينا الإمكانية لتوجيه مساعدات إنسانية مباشرة"، مبرزا أن بيد العاهل المغربي وحكومة المملكة، وبطريقة تحترم سيادة المغرب، تنظيم المساعدات الدولية، وأضاف "نحن رهن إشارة خيارهم السيادي، وهو ما فعلناه من أول ثانية بطريقة طبيعية"، مردفا أن ما حدث يؤدي إلى "الانقسام وإلى تعقيد الأمور في هذا التوقيت المأساوي"، وأنه "يجب ينتهي احتراما للجميع".
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :