وزير جنوب إفريقي يَدعو "البوليساريو" إلى رفع السلاح ضد المغاربة والمرور إلى "صراع الدم" مع المملكة
منعرج خطير ذلك الذي تُقبل عليه العلاقات بين المغرب وجنوب إفريقيا بخصوص قضية الصحراء، وذلك بعدما تحول الدعم الدبلوماسي والمالي الذي تمنحه هذه الدولة الإفريقية لجبهة البوليساريو الانفصالية إلى دعوات صريحة بحمل السلاح ضد المملكة صادرةٍ عن عضو في حكومة بريتوريا، تزامنا مع تلويح زعيم الجبهة إبراهيم غالي، مؤخرا، بإشعال الحرب بعد أزمة الكركارات.
ونشر وزير المالية الجنوب إفريقي، تيتو مبوويني، عبر حسابه الموثق على موقع "تويتر" دعوات صريحة إلى تحويل الصراع لحرب دامية، مطالبا جبهة البوليساريو بالمرور إلى "صراع الدم" على غرار منظمات مسلحة أخرى في الموزمبيق وأنغولا وزيمبابوي وتيمور الشرقية، وهو ما يتماشى وتصريحات الأمين العام للجبهة الانفصالية قبل أيام عبر التلفزيون الجزائري.
وتابع الوزير الجنوب إفريقي المنتمي لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم في البلاد، دعواته لوقف المسلسل الدبلوماسي والعودة إلى الصدام المسلح، موردا "لماذا يُسمح اليوم وفي هذا العصر لدولة إفريقية بأن تحتل دولة إفريقية أخرى.. رفاقنا، إخواننا وأخواتنا، هذا الأمر يجب أن ينتهي، الحرية للصحراء الغربية يجب أن تأتي الآن، هذه مهمة عاجلة"، وأضاف "الدبلوماسية لم تعد تعمل، لنقل ذلك بصوت عالٍ وواضح".
ويأتي هذا التطور بعد نحو ثلاثة أسابيع من دعوات الرئيس الجنوب الإفريقي سيريل رامافوزا إلى ما أسماه "إنهاء الاحتلال بالصحراء"، وذلك خلال مشاركته في أشغال الدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، فيما كان ممثل بلاده في مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بجنيف قد شارك في اجتماع مع ممثلي البوليساريو إلى جانب الجزائر ومجموعة من الدول الداعمة للطرح الانفصالي، منتصف شهر شتنبر المنصرم، والتي انتقد فيها زعيم الجبهة تأخر تنظيم "استفتاء تقرير المصير" بعد نحو ثلاثة عقود من حضور عناصر المينورسو" بالمنطقة.
ولا يبدو استخدام عبارة "إراقة الدماء" من طرف الوزير الجنوب إفريقي أمرا عفويا، فالمصطلح نفسه استخدمه استخدمه إبراهيم غالي قبل أيام خلال حديثه عن أزمة الكركارات عبر القناة الرسمية الجزائرية، حيث أورد "العالم اليوم أصبح يهتم عندما يرى دماء الأبرياء تسيل، وأخشى أن يُدفع الشعب الصحراوي إلى هذا الخيار"، قائلا إن "إلحاق الضرر بأي صحراوي (في الكركارات) يعني العودة إلى الحرب".
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :