مكتب تابع لـ"البوليساريو".. الجيش المغربي نفذ في الصحراء 27 هجوما بالـ"درون" منذ أواخر 2020
قال المكتب الصحراوي لتنسيق الأعمال المتعلقة بالألغام "SMACO" التابع لجبهة "البوليساريو" الانفصالية، إنه أحصى تنفيذ القوات المغربية لـ27 هجمة جوية بطائرات "الدرون" منذ أواخر 2020، أي بعد عودة المواجهات بين ميليشيات "البوليساريو" والجيش المغربي عقب طرد الأخير للعناصر الانفصالية من معبر الكركرات الحدودي مع موريتانيا.
وحسب تقرير لهذا المكتب، فإن القوات المغربية استهدفت 49 شخصا في هذه الهجمات الجوية، بين قتيل وجريح، وادعى في تقريره أن القوات المغربية استهدفت فقط المدنيين بطائرات "الدرون" منذ عودة المواجهات، بالرغم من أن تقارير عديدة أكدت مقتل العديد من عناصر "البوليساريو"، وعلى رأسهم قائد ما يسمى بـ الدرك" الداه البندير.
ووفق مكتب "SMACO" فإن 77 بالمائة من الهجمات الجوية التي نفذتها القوات المغربية حدثت في سنة 2021، و14 بالمائة منها جرى تنفيذها خلال شهور العام الجاري، مشيرا إلى أن هذه الهجمات تحدث خارج الجدار الأمني المغربي العازل.
وحاول معدو التقرير إظهار المغرب بـ"المعتدي" على حقوق الانسان في هذه الحرب الدائرة في الصحراء، بالرغم من أن المواجهات تحدث في المنطقة العازلة وداخل الحدود الصحراوية التي يعتبرها المغرب حدودا له، تتماس مع الحدود الجزائرية والموريتانية، وسبق أن تمت الإشارة مرارا أن هذه المنطقة هي منطقة حرب ولا يجدر تواجد المدنيين فيها.
ولم يشر التقرير إلى الخسائر التي تكبدتها ميليشيات "البوليساريو" منذ عودة المواجهات مع القوات المغربية في أواخر سنة 2020، واكتفى المكتب بالحديث عن خسائر مدنية فقط، الأمر الذي يضرب مصداقية بعض المعطيات التي صدرت في التقرير لما فيها انحياز للرواية الانفصالية.
هذا، وسبق أن قال موقع "Ecsahraui" أحد الأذرع الإعلامية لجبهة "البوليساريو" الانفصالية، أن الضربات الجوية التي نفذتها القوات المغربية في الصحراء، منذ عودة المواجهات مع الجبهة في المنطقة في أواخر سنة 2020 إلى غاية آخر قصف حدث في أبريل الماضي أدت إلى مقتل 30 شخصا.
وحسب ذات المصدر، فإن هؤلاء القتلى جميعهم "صحراويون" في إشارة إلى انتمائهم إلى ما يُعرف بـ"البوليساريو"، مشيرا إلى أن عمليات القصف والضربات الجوية حدثت في ما تطلق عليها الجبهة الانفصالية بـ"المناطق المحررة" خلف الجدار الأمني المغربي.
وأضاف الموقع المذكور، أن القوات المغربية استعانت في هذه الضربات الجوية، بالطائرات المسيرة "درونز" بدرجة كبيرة، مسجلة أن أول قصف حدث في 25 يناير 2020، في حين أن آخر قصف مغربي سجله ذات الموقع حدث في 10 أبريل الجاري، وقع بالقرب من الحدود الموريتانية وقيل إن 3 أشخاص قُتلوا في هذا القصف.
وقال نفس الموقع، إن القوات المغربية قامت بضربات جوية وقصف مكثف في مناطق عديدة خلف الجدار الأمني، وأن عدد القتلى المذكور، سقطوا في مناطق متفرقة، مدعية أن جميع القتلى هم "مدنيون"، في الوقت الذي تلتزم جبهة "البوليساريو" على المستوى الرسمي الصمت وعدم الحديث عن سقوط قتلى في صفوفها أو تحديد هويات القتلى وصفاتهم.
وتسقط جبهة "البوليساريو" ومعها الأذرع الإعلامية التابعة لها، في تناقض سبق أن تمت الإشارة إليه من طرف العديد من المتتبعين لما يجري في الصحراء، حيث تتهم المغرب بقصف "المدنيين"، وفي نفس الوقت تتحدث عن وجود حرب في الصحراء يتكبد فيها المغرب "خسائر فادحة"، مما يطرح تساؤلات حول أسباب تواجد مدنيين في منطقة مشتعلة.