تقارير تؤكد ترشح المغرب بِملف مُنفرد لاحتضان "كأس العالم 2030" لكرة القدم
عاد الحديث لدى الإعلام الأجنبي عن تقدم المغرب بملف ترشح لاستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم لسنة 2030، بشكل منفرد، بعد أن كان مرتقبا أن تنضم الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إلى ملف مشترك مع إسبانيا والبرتغال، لاستضافة العرس الكروي العالمي، قبل أن يتعثر المشروع في مهده.
وأشارت تقارير صحافية عدة، أن "الاتحاد المغربي لكرة القدم، استقر على إعداد ملف استضافة نهائيات كأس العالم 2030 تمهيدا لتقديمه إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال الفترة المقبلة"، مستحضرين تصريحا لرشيد الطالبي العلمي، وزير الشباب والرياضة المغربي الأسبق، الذي أكد من خلاله أن "بلاده ستتقدم بطلب الترشح لاستضافة مونديال 2030 بعد خسارة حق تنظيم البطولة في نسخة 2026، لصالح الملف الثلاثي الذي تقدمت به الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك وكندا".
صفحة "Africa Futbolera" المهتمة بشؤون كرة القدم الإفريقية، كانت أولى من تداول الخبر، أمس الجمعة، من خلال تغريدة عبر موقع "تويتر"، مشيرة إلى أن "المغرب يحضر ملف ترشح منفرد من أجل استضافة مونديال 2030"، مردفة أن "المغرب ينظم خلال السنوات الأخيرة أقوى المواعيد الكروية في القارة".
إشاعة، سرعان ما تم تكذيبها، ولو بصفة غير رسمية، حيث أسر مسؤول جامعي، في تواصل مع موقع "الصحيفة"، أن "موضوع الترشح لاستضافة نهائيات كأس العالم 2030 لا يدخل ضمن الملفات المطروحة على طاولة جامعة الكرة خلال الفترة الراهنة"، مشيرا في الآن ذاته أن هذه النوعية من الملفات تطرح على أعلى مستويات الدولة ولا تناقش فقط على صعيد اتحاد كروي محلي.
وكانت يومية "The Times" البريطانية، قد أفادت في تقرير لها، نشر في يونيو المنصرم، أن السويسري جياني انفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، كان يخطط لإقحام المغرب ضمن الملف الثنائي الإسباني-البرتغالي للترشح من أحل تنظيم مسابقة كأس العالم لعام 2030.
وذكر المنبر نفسه، نقلا عن مصادر صحافية إسبانية، أنه تم تسريب رسالة "واتساب" للوزير الأول الإسباني بيدرو سانشيز، موجهة إلى لويس روبياليس، رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم، في سنة 2018، جاء فيها "أنت وانفانتينو اقترحتم علي الفكرة التي رحبت بها"، وهو العرض الذي أثار تساؤلات عدة، التي سرعان ما تحولت بعد تغيير البوصلة نحو تنظيم مشترك لـ"يورو 2028"، مخافة تدخل سياسي في الملف.
ووفق التقرير نفسه، فإن "أحد أسباب القرار السالف الذكر كان يكمن في مخاوف البريطانيين والإسلنديين من إفساد ملف مشترك لمونديال 2030 بسبب اتفاق سياسي، تهدف من خلاله فيفا إلى نقل نهائيات كأس العالم إلى أراضي جديدة"، في إشارة إلى مزاعم انفانتينو لدعم ملف إسبانيا والبرتغال، بإدراج المغرب ضمن الترشيح المشترك.
وكان رئيس الحكومة الاسبانية بيدرو سانشيز ، قد أعلن، في نونبر 2018، خلال زيارته المغرب، أنه اقترح على مسؤولي المملكة وفي مقدمهم العاهل محمد السادس، تقدم البلدين، إضافة الى البرتغال، بملف ترشيح مشترك لاستضافة نهائيات كأس العالم 2030 في كرة القدم.
أوضح سانشيز في تصريحات عقب استقباله في الرباط من قبل الملك محمد السادس، أنه عرض هذا المقترح بداية على نظيره سعد الدين العثماني، قبل أن يبحثه مع العاهل المغربي، مضيفا "تقدمت باقتراح، بداية إلى الحكومة وبعدها الى الملك محمد السادس، بإطلاق ترشيح مشترك لاستضافة مونديال 2030 بين المغرب، إسبانيا والبرتغال".
عقب هذه الزيارة، جرت محادثات ثنائية بين المسؤول الحكومي ورئيس اتحاد الكرة الإسباني، أبدت فيها الأخيرة تحفظها من تقديم الملف الثلاثي للرأي العام، مؤكدين أن "موقف الفيفا من الموضوع كان يجب أن يظل سريا بحكم حياد المؤسسة. من جانبنا كاتحاد إسباني كنا نتطلع لتقديم ملف مشترك يجمع الاتحادات الثلاث، إلا أنه كما سبق وقلت لك، فإن البرتغاليين لا يثقون كثيرا في المغرب ولن يتقدمون خطوة إلى الأمام إلا وحكومتهم (المغرب) معهم 100 بالمئة".
وبالرغم من تبخر تقديم الملف الثلاثي، بسبب موقف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم UEFA الرافض لتأييد الترشح المغربي، باعتباره اتحاد كروي أجنبي، إلا أن التسريبات المنشورة عبر الصحافة الإسبانية، حركت متابعات ضد لويس روبياليس، رئيس الاتحاد الكروي المحلي، بما فيها صفقة خوض نهائي كأس السوبر الإسباني في المملكة العربية السعودية، والتي رد عليها المسؤول الكروي بإدانته للعمل "الإجرامي" المتمثل في اختراق هاتفه المحمول.