سانشيز يتجاهل الاتهامات الموجهة للمغرب.. ويشيد بتعاون الرباط في مكافحة الهجرة غير النظامية
تجاهل رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، بشكل تام الاتهامات التي أطلقتها العديد من الأطراف السياسية في إسبانيا للمغرب مؤخرا، بعد تزايد محاولات الهجرة غير النظامية نحو إسبانيا، خاصة إلى جزر الكناري، وأشاد بالمقابل بدور الرباط في مكافحة هذه الظاهرة.
وحسب الصحافة الإسبانية، فإن سانشيز حل أمس الثلاثاء بجزر الكناري حيث التقى برئيس الحكومة المحلية، أنخيل فيكتور توريس، لبحث عدد من القضايا، وأبرزها قضية الهجرة، خاصة بعد تدفق العشرات من المهاجرين على الجزر في الأيام القليلة الماضية.
وقال سانشيز في تصريح إعلامي خلال هذه الزيارة، إن تدفقات الهجرة غير النظامية على إسبانيا تُسجل منحى تراجعي مقارنة بالسنوات الماضية، مشيرا إلى أهمية دعم التعاون مع البلدان المعنية كالمغرب وبلدان إفريقية عديدة من أجل مكافحة هذه الظاهرة.
كما أشار سانشيز إلى الاحصائيات التي كشفت عنها وزارة الداخلية الإسبانية في اليومين الماضيين، والتي أحصت فيها وصول 18 ألف و147 مهاجرا سريا إلى التراب الإسباني خلال الفترة الممتدة ما بين فاتح يناير إلى غاية 15 غشت الجاري، مسجلة تراجعا بنسبة 1 بالمائة مقارنة بما تم تسجيله العام الماضي خلال نفس الفترة.
وقال سانشيز بأن حكومته تعمل على تعزيز التعاون مع المغرب في مجال مكافحة الهجرة السرية، مشيرا إلى زيادة القيمة المالية من طرف الاتحاد الأوروبي لمساعدة الرباط في هذا المجال.
وفي هذا السياق، كشفت صحيفة "إلباييس" الاسبانية، الإثنين الماضي، أن الاتحاد الأوروبي يستعد لتخصيص 500 مليون أورو لفائدة المملكة المغربية، من أجل مساعدة الرباط على مكافحة الهجرة غير النظامية التي تطرق الأبواب الأوروبية انطلاقا من بلدان إفريقية.
وحسب ذات المصدر، فإن الاتحاد الأوروبي قرر رفع الميزانية المخصصة للمغرب للتصدي للهجرة السرية، بنسبة 50 بالمائة، وستُمنح للمغرب خلال الفترة الممتدة إلى غاية سنة 2027، وستشمل دعم المغرب في حماية الحدود وتوفير الإمكانيات اللازمة لتقوية قدرات القوات الأمنية والتنسيق في التحقيقات، إضافة إلى مكافحة شبكات التهجير السري.
ويأتي اتفاق الاتحاد الأوروبي على دعم المغرب بهذا المبلغ الهام، بعد المأساة الكبيرة التي عرفتها حدود مليلية في أواخر يونيو الماضي، عندما لقي أكثر من 20 مهاجرا غير نظامي ينحدرون من دول جنوب صحراء إفريقيا مصرعهم خلال محاولة عنيفة لتجاوز الجدار الحدودي بين المغرب ومليلية.