رغم الإضرار بالفرق الوطنية.. لقجع وعموتة يسخران امكانيات منتخب وطني تحت تصرف منتخب قطر ليستعد لكأس العالم !
يقص المنتخب الوطني المغربي الرديف لكرة القدم، اليوم السبت، شريط افتتاح البطولة الدولية الودية "Austrian Summer Trophy"، التي تحتضنها بلدة "فينير نوشتادت"، ضواحي العاصمة النمساوية فيينا، وسط تساؤلات لدى الرأي العام الرياضي الوطني حول الجدوى من هذه المشاركة، التي تأتي في إطار تحضيرات المنتخب القطري لنهائيات كأس العالم المقبلة.
لخبطة كبيرة ترافق سفر "المحليين" إلى النمسا، انطلاقا من الوضعية الاستثنائية التي يمر بها الناخب الوطني الحسين عموتة، مرورا بالظرفية التي تتزامن مع انطلاق العد العكسي لبداية الموسم الكروي الجديد، ثم المشاكل التي ترافق المنظمين، بعد تعذر اكتمال نصاب المنتخبات الأربع، عقب انسحاب المنتخب الغاني.
مبارتان وديتان بدل الدوري الصيفي؟!
كشفت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، مساء أمس الجمعة، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي، عن برنامج مباريات المنتخب الرديف "المحلي" في النمسا، التي تقتصر على مواجهة المنتخب القطري، مساء السبت، ثم مواجهة ثانية أمام منتخب جامايكا، الثلاثاء المقبل، دون تأكيد إن كانت تندرجان ضمن دورة دولية مجمعة أو في إطار "ودي".
وكانت جامعة الكرة، عبر مسؤوليها، قد تشبثت بإجراء البطولة الدولية الصيفية التي تحمل مسمى "Austrian Summer Trophy"، رغم أحد المراسلات المنسوبة للشركة المنظمة، تفيد إلغاءها، نظرا "لتعذر حضور بعض المنتخبات إلى النمسا بسبب مشكل في التأشيرات"، وهو الخبر الذي تزامن مع رحلة "المحليين" إلى النمسا عبر طائرة خاصة.
هذا، وأظهرت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، إصرارا كبيرا على تلبية دعوة الاتحاد القطري، ولو اقتصر الأمر فقط على خوض مباراة "حبية" خارج نطاق التباري على لقب الدوري الدولي، علما أن منتخب "العنابي" يأمل في الاستفادة من الموعد للتحضير إلى نهائيات كأس العالم المقبلة، قبل موعد مباراته الافتتاحية أمام منتخب الإكوادور، في 20 نونبر القادم.
معلوم أن شائعات إلغاء البطولة الدولية، تناسلت بشكل كبير، حتى قبل سفر النخبة الوطنية إلى النمسا، إلا أن الناخب الوطني، الحسين عموتة ألح على استكمال برنامجه، حيث وجه الدعوة لجل العناصر المهمة الممارسة في البطولة الاحترافية.
السطيفي: ماذا جنت كرة القدم المغربية من هذا المنتخب المحلي؟
تساءل الصحافي الرياضي المغربي جمال اسطيفي، عن الجدوى من مشاركة المنتخب الوطني للاعبين المحليين في دوري دولي بالنمسا، خاصة في ظل الإصابات التي لحقت بمجموعة من اللاعبين، قبيل المواجهة الأولى أمام المنتخب القطري.
وكتب اسطيفي، عبر تدوينة على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، هنا يطرح السؤال ملحت، ماذا جنت كرة القدم المغربية من هذا المنتخب المحلي؟ وهل من المعقول أن يتم حرمان الأندية من لاعبيها في غمرة الاستعداد للموسم الكروي المقبل من أجل خوض مباريات تدريبية لن تقدم ولن تؤخر.."، مردفا "لماذا الإصرار على تحويل اللاعبين لآلات، علما أن شان الجزائر مازالت تفصلنا عنه شهور طويلة".
ونبه الناقد الرياضي، إلى العلاقة القوية التي تربط بين جامعة كرة القدم والناخب الحسين عموتة والاتحاد القطري، والتي تتعارض هنا مع مصالح الأندية الوطنية في الاستفادة من خدمات لاعبيها في فترة الإعداد للموسم الجيد، بعضهم الذي يحتاج للراحة المطلوبة بعد موسم شاق، يضيف المتحدث نفسه.
معلوم أن سفر المنتخب المحلي في دوري النمسا، تزامن مع سحب قرعة البطولة الاحترافية، التي ينطلق موسمها الجديد، منتصف شتنبر القادم، في حين أن الأندية الوطنية شرعت في استعداداتها لانطلاق غمار التباري، دون أجود الأسماء ضمن تركيبتها البشرية، وهو ما لقي سخطا لدى بعض الأطر الفنية، بعضها تولى الإشراف على العارضة الفنية، قبل أسابيع فقط.
هذا ويبقى التساؤل مشروعا لدى المتتبع للشأن الكروي، حول المغزى من قيادة المدرب الحسين عموتة لهذا المنتخب، في الوقت الذي توصل فيه الإطار الوطني إلى اتفاق مع إدارة نادي الوداد الرياضي البيضاوي من أجل العودة لتولي مهامه على رأس الطاقم التقني لحامل لقب دوري أبطال إفريقيا والبطولة المحلية.
المنتخب "المحلي".. ما محله من الإعراب؟
خلافا لبعض المدارس الكروية المتفوقة على الكرة المغربية، على غرار السنغال ومصر، على سبيل الذكر، فإن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ارتأت ألا تخلف الموعد مع المشاركة في بطولة إفريقيا للاعبين المحليين "الشان"، والتي توج بها الفريق الوطني خلال النسختين الماضيتين، 2018 بالمغرب و2020 بالكاميرون.
ورغم أن الهدف الأسمى من خلق منتخب "محلي" قوي وتنافسي، كان يتجسد في منح فرصة للشباب الممارس في البطولة الاحترافية، في أفق ضمهم للمنتخب الأول مستقبلا، إلا أن المنظومة التقنية لم تسر في هذا الاتجاه، فأضحى الاعتماد على "اللاعب الجاهز" معادلة القائمين على المنتخب الرديف، حتى أن جلهم يختار الاحتراف في أحد الدوريات العربية أو الخليجية، ما يسقط عليه "الصفة" بعد سنة أو سنتين رفقة المجموعة.
هنا أضحى المتتبع الكروي المحلي، يرى في مجموعة الحسين عموتة، واجهة تسويقية للاحتراف، أكثر منه مشروعا يندرج ضمن سياسة البلد الكروية، وإن كان هذا المنتخب يحفظ ماء وجه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بلقبين قاريين، في السنوات الأربع الأخيرة، تخفي غابة الإخفاقات على مستوى المنتخب الأول.
الحفاظ على المنتخب "المحلي" من أجل المشاركة في "شان الجزائر"، يدفع للتساؤل حول الاستراتيجية التي ستعتمدها جامعة الكرة، إذ يبقى الموعد ملائما لتحضير نواة محلية قوية من أجل تطعيم المنتخب الأولمبي U23 عوض تكوين فريق وطني بمعدل أعمار قد يصل إلى 28 أو 30 سنة، والمراهنة عليه للظفر بلقب "الشان" الذي لا يتخد طابع الرسمية في سجلات الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".