بعد أن قطعت علاقاتها مع المغرب بسبب "التطبيع".. حاخام يهودي يُرافق ماكرون في زيارته إلى الجزائر
يحل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالجزائر يومي 25 و26 غشت الجاري، في زيارة رسمية يلتقي خلالها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، محملا بالعديد من الملفات الحساسية، ومن بينها ملف الطاقة والعلاقات المتأزمة بين الجزائر من جهة والمغرب وإسبانيا من جهة أخرى، غير أنه لن يأتي وحده بل ستُرافقه شخصيات أخرى من بينها حاخام فرنسا، حاييم كورسيا.
وأكدت قناة i24 الإسرائيلية أن ماكرون سيكون برفقة وزيرة أوروبا والشؤون الخارجية كاثرين كولونا، وإمام المسجد الكبير في باريس الجزائري شمس الدين حافظ، إلى جانب الحاخام الأكبر لفرنسا الذي اختاره مجلس الجالية اليهودية هناك، حاييم كرسيا، الأمر الذي أكده أيضا الصحافي بقناة "فرنسا 24" الطاهر هاني، الذي أشار إلى أن هذه هي المرة الأولى منذ استقلال الجزائر التي يزور فيها حاخام فرنسي هذا البلد المغاربي بشكل رسمي.
وحاييم كورسيا، من أبرز الوجوه الداعمة لإسرائيل في فرنسا، وهو مزداد في ليون سنة 1963 لكن والديه ينحدران من الجزائر، إذ إن والده ازداد في وهران وأمه في تلمسان، وكلاهما هاجرا إلى فرنسا خلال الفترة الاستعمارية، وسبق له أن عمل في الجيش الفرنسي كملحق ديني وانتخب من طرف مجلس يهود فرنسا في منصب الحاخام الأكبر سنة 2014.
وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تتقوى فيه العلاقات المغربية الإسرائيلية على عدة مستويات، بما في ذلك التعاون الأمني والعسكري والتبادل التجاري والنشاط السياحي، كما أن تل أبيب أصبحت تعترف رسميا بالسيادة المغربية على الصحراء وتدعم مقترح الحكم الذاتي الذي تتبناه الرباط، وبنى قصر المرادية قرار قطع العلاقات مع المملكة العام الماضي على عدة أسباب، من بينها "تطبيع" العلاقات بين المغرب وإسرائيل.
وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي صدرت فيه عن الملك محمد السادس دعوة صريحة للدول التي لديها علاقات مع المغرب لتوضيح موقفها بخصوص الصحراء، حيث جاء في خطاب ثورة الملك والشعب أول أمس السبت أن التطورات الإيجابية التي يعرفها الملف، والتي تهم دولا من مختلف القارات، تجعله يوجه رسالة لباقي البلدان مفادها أن "ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات".
وأضاف العاهل المغربي "ننتظر من بعض الدول، من شركاء المغرب التقليديين والجدد، التي تتبنى مواقف غير واضحة بخصوص مغربية الصحراء، أن توضح مواقفها، وتراجع مضمونها بشكل لا يقبل التأويل"، وهو الأمر الذي اعتبر محللون أن فرنسا معنية به، في إطار الجمود الذي يطبع موقفها في هذا الملف أمام تحرك دول أخرى في الاتحاد الأوروبي مثل إسبانيا وألمانيا وهولندا، لدعم الحكم الذاتي في المنطقة تحت السيادة المغربية.
وكان نص الخطاب قد تضمن إشارة إلى اليهود المغاربة عبر العالم، حين قال الملك" أوجه تحية إشادة وتقدير لأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، الذين يبذلون كل الجهود للدفاع عن الوحدة الترابية، من مختلف المنابر والمواقع التي يتواجدون بها"، مضيفا "المغرب والحمد لله، يملك جالية تقدر بحوالي خمسة ملايين، إضافة إلى مئات الآلاف من اليهود المغاربة بالخارج، في كل أنحاء العالم".
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :