سفير روسيا الجديد بالمغرب يبدأ عمله دون استقبال ملكي.. هل هي رسالة لموسكو لتوضيح موقفها من قضية الصحراء؟
بدأ السفير الروسي الجديد بالرباط، فلاديمير بايباكوف، عمله رسميا بالمملكة، وذلك بعد أن قدم أوراق اعتماده لوزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، يوم أمس الاثنين، وليس إلى الملك محمد السادس، ولا يُعلم ما إذا كان ممثل موسكو الجديد بالرباط سيحظى باستقبال ملكي كالذي يُخصص عادة لسفراء مختلف الدول التي تتوفر على تمثيليات دبلوماسية بالمملكة.
ويأتي بايباكوف إلى المغرب في غمرة تحول كبير تعرفه العلاقات المغربية الروسية، إذ اختارت الرباط النأي بنفسها عن أي موقف مناوئ لموسكو داخل أروقة الأمم المتحدة بسبب الحرب التي تخوضها ضد أوكرانيا، لدرجة أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، سحب سفيرته من المملكة أواخر مارس الماضي بسبب "فشلها" في إقناع المغرب بدعم كييف، كما صرح بنفسه حينها.
لكن استقبال بوريطة ليايباكوف، يأتي أيضا مباشرة بعد خطاب الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لثورة الملك والشعب، يوم السبت الماضي، حيث قال "أوجه رسالة واضحة للجميع، إن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط الذي يقيس به صدق الصداقات ونجاعة الشراكات، لذا ننتظر من بعض الدول، من شركاء المغرب التقليديين والجدد، التي تتبنى مواقف غير واضحة بخصوص مغربية الصحراء، أن توضح مواقفها وتراجع مضمونها بشكل لا يقبل التأويل".
وتبقى روسيا من الدول التي لا زالت مواقفها غير واضحة بخصوص مستقبل ملف الصحراء على غرار امتناعها عن التصويت على القرارات الدورية لمجلس الأمن وآخرها القرار 2602 الصادر بتاريخ 29 أكتوبر 2021 والذي رحبت به الرباط وأثار غضب الجزائر وجبهة "البوليساريو" الانفصالية، بل أحيانا تقف مواقف أقرب إلى الطرح الانفصالي حين تبدي دعمها لـ"استفتاء تقرير المصير"، أو حين عارضت الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء في دجنبر من سنة 2020.
وفي ماي الماضي أعفت روسيا سفيرها في الجزائر، إيغور بلياليف، مباشرة بعد تصريحاته التي قال فيها إن موسكو والجزائر تشتركان في دعم "حق تقرير المصير للشعبين الفلسطيني والصحراوي"، ونقلت إلى هناك فاليريان شوفاييف، الذي كان سفيرا لها بالرباط، في حين عينت بايباكوف سفيرا مفوضا فوق العادة لفدرالية روسيا الاتحادية لدى المملكة المغربية.
وبايباكوف البالغ من العمر 64 عاما، تخرج من معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، وشغل مناصب مختلفة في السلك الدبلوماسي، حيث عمل كمستشار أول في السفارة الروسية بواشنطن، كما شغل منصب رئيس القسم ونائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الروسية، وكان كبيرا للدبلوماسيين الروس في موريتانيا.