الناشط التونسي المهدي عبد الجواد للصحيفة: ما قام به سعيّد ارتجالية في سِياسة تونس الخارجية مَسنودة بدعم جزائري
أكد الباحث والناشط السياسي، التونسي، وعضو المكتب التنفيذي والقيادي السابق بحركة "نداء تونس "المهدي عبد الجواد، أن مشاركة الأمين العام لجبهة البوليساريو إبراهيم غالي في قمّة طوكيو للتنمية في إفريقيا "تيكاد 8"، يكشف تغيّرا كبيرا في موقف تونس من مسألة "الصحراء"، وهو علامة على قيام الرئيس سعيد بضرب كل أسس السياسة التونسية.
وأكد الناشط السياسي في تصريح لموقع "الصحيفة"، أن تونس كانت دوما حريصة طيلة تاريخها على عدم "التورط" بشكل مباشر في هذه القضية الحيوية بالنسبة للمملكة المغربية، مشيرا إلى أن ااستقبال الرئيس قيس سعيّد بنفسه لزعيم "البوليساريو"، هو خطوة أخرى تعكس موقفا من "الرئاسة التونسية"، وهو موقف مساند للجزائر في صراعها مع الجار الغربي، وليس فيه الكثير من "مراعاة" المغرب.
وشدّد المهدي عبد الجواد أن الرئيس التونسي، قيس سعيّد لم يُراع أسس السياسة الخارجية التونسية، ولم يهتم بما جاء في خطاب الملك المغربي الأخير الذي جعل من "مغربية الصحراء" محرارا لعلاقات المغرب مع بقية الدول، والنظارة التي تنظر من خلالها المغرب للعالم.
وحسب المهدي عبد الجواد، فهذا التحول في السياسة التونسية تجاه المغرب يعكس ضربا للأسس التي رسختها الدولة التونسية التي ربطتها بالمملكة أصر قوية منذ معارك التحرير الوطني، وتجلت في محطات تاريخية كبيرة مثل مساندة الحركة الوطنية التونسية للملك محمد الخامس في محنته.
وأضاف الناشط السياسي في تصريح لموقع "الصحيفة" أنه من مكر التاريخ أن القمّة تنعقد في أهم شوارع العاصمة، والذي يحمل اسم الملك محمد الخامس، كما انتفضت الدار البيضاء عند اغتيال الزعيم فرحات حشاد، هذا مع العلم أنه في تونس يعيش آلاف المغاربة، ومثلهم تونسيون في المملكة، وتربطهم زيجات ومصاهرات، وأبناء ذوي جنسيات مزدوجة، لذلك نتمنى أن لا يؤثر هذا "الحادث" الديبلوماسي على العلاقات الثنائية.
واعتبر السياسي التونسي، أن ما حصل لا يعكس موقف أغلب النخب وفئات واسعة من الشعب التونسي التي تكن للمغرب كل الود والمحبة، ولكنه علامة على "الارتجالية" في السياسات الخارجية لدى "حكومة قيس سعيد" وهي نفسها السائدة في السياسات الداخلية، وهو دليل على الأزمة السياسية العميقة في تونس وحالة العزلة التي يعرفها نظام حكم الرئيس، الذي يبحث على إسناد من الجزائر ودعم له في أزمته المالية والاقتصادية الخانقة.
مشيرا إلى أن ما يحصل هو أيضا نتيجة للتدخل الجزائري في الشؤون الداخلية لتونس، وهو أمر تضاعف في المدة الأخيرة، مقابل غياب لصوت المملكة في تونس.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :