بالوثيقة.. الخارجية التونسية تكذب واليابان أكدت للاتحاد الإفريقي أنها لن تدعو "البوليساريو" لقمّة "تيكاد"
حصلت الصحيفة على نسخة من المراسلة التي بعثتها وزارة الخارجية اليابانية إلى الاتحاد الإفريقي شهر غشت الجاري، استعدادا لتنظيم منتدى التعاون الياباني الإفريقي في نسخته الثامنة الذي تحتضن أشغاله تونس اليوم السبت ويوم غد الأحد، وهي الوثيقة التي تكشف بشكل صريح أن طوكيو ظلت ترفض توجيه أي دعوة لجبهة "البوليساريو"، تأكيدا على عدم اعترافها بما يسمى "الجمهورية الصحراوية"، الأمر الذي يكذب تصريحات الخارجية التونسية.
والوثيقة الصادرة يوم 19 غشت 2022 هي عبارة عن ملاحظات شفهية وجهتها بعثة اليابان لدى الاتحاد الإفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أيبابا، إلى المفوضية الإفريقية استنادا إلى المذكرة التي يرجع تاريخها إلى 10 غشت 2022، ومن خلالها تبلغ الاتحاد الإفريقي بأن الدعوة لحضور مؤتمر طوكيو الدولي الثامن للتنمية الإفريقية "تيكاد 8"، هي فقط الموقعة من طرف رئيس الوزراء الياباني كيشيدا فوميو، إلى جانب توقيع الرئيس التونسي قيس سعيد.
وقالت الوثيقة بشكل صريح إن تلك هي الدعوة الوحيدة والحقيقية، والتي بدونها لا يسمح لأي وفد بالمشاركة في قمة "تيكاد 8"، وأن هذه الدعوة "لا يتم إرسالها إلى الكيان المذكور في المذكرة الشفوية" التي صدرت بتاريخ 10 غشت 2022، والمعنية بها جبهة "البوليساريو" بشكل صريح، وهو ما يحمل تكذيبا لما جاء على لسان الخارجية التونسية، من كون مسؤولية دعوة الجبهة الانفصالية واستقبالها من طرف رئيس الجمهورية قيس سعيد، يقف وراءه الاتحاد الإفريقي واليابان.
وتؤكد هذه الوثيقة ما جاء في بلاغ وزارة الخارجية المغربية اليوم السبت، التي أوردت أنه فيما يتعلق بإطار "تيكاد"، فهو ليس اجتماعًا للاتحاد الأفريقي، ولكنه إطار شراكة بين اليابان والدول الأفريقية التي لها علاقات دبلوماسية معها، وبالتالي، فإن التيكاد هي جزء من الشراكات الأفريقية، كما هو الحال مع الصين والهند وروسيا وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية، وهي مفتوحة فقط للدول الأفريقية المعترف بها من قبل الشريك، وبالتالي فإن قواعد الاتحاد الإفريقي وإطاره، التي يحترمها المغرب بالكامل، لا تنطبق في هذه الحالة.
وأورد البلاغ أنه فيما يتعلق بالدعوة، تم الاتفاق منذ البداية وبموافقة تونس على أن الدول التي تلقت دعوة موقعة من قبل رئيس الوزراء الياباني والرئيس التونسي هي وحدها التي ستتمكن من المشاركة في التيكاد، مبرزا أن مذكرة شفوية رسمية وزعتها اليابان في 19 غشت 2022 تبرز صراحة أن هذه الدعوة الموقعة هي "الدعوة الوحيدة والصادقة التي بدونها لن يسمح لأي وفد بالمشاركة في تيكاد 8"، مع تحديد أن "هذه الدعوة غير مخصصة للكيان المذكور في المذكرة الشفوية بتاريخ 10 غشت 2022"، أي الكيان الانفصالي، وفي هذا الإطار، تم إرسال 50 دعوة إلى الدول الأفريقية التي لها علاقات دبلوماسية مع اليابان، لذلك لم يكن لتونس الحق في إقامة عملية دعوة أحادية الجانب، موازية ومحددة للكيان الانفصالي، ضد الإرادة الصريحة للشريك الياباني.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :