جاريد كوشنر في مذكراته: المغرب هدّد بنسف اتفاق تطبيع العلاقات مع إسرائيل بسبب رغبة نتنياهو في فتح سفارة إسرائيلية في الرباط

 جاريد كوشنر في مذكراته: المغرب هدّد بنسف اتفاق تطبيع العلاقات مع إسرائيل بسبب رغبة نتنياهو في فتح سفارة إسرائيلية في الرباط
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الجمعة 9 شتنبر 2022 - 9:00

كشف جاريد كوشنر في الفصل السابع والخمسين من مذكراته "Breaking History" الصادرة مؤخرا، بأن المغرب هدّد بنسف اتفاق تطبيع العلاقات مع إسرائيل قبل التوقيع عليه، بسبب الرغبة الملحة لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو في تضمين بند في الاتفاق يتعلق بفتح سفارة إسرائيلية في الرباط، وسفارة مغربية في تل أبيب.

وقال كوشنر أنه بعد إعلان ترامب الاعتراف بمغربية الصحراء وبشّر بتوجه المغرب وإسرائيل نحو تطبيع العلاقات، قام في 21 دجنبر 2020 بالإعداد لرحلة مباشرة نحو تل أبيب من أجل بدء إجراءات التوقيع على اتفاق التطبيع بين المغرب وإسرائيل، لأن أي تماطل -حسب كوشنر- قد يؤدي إلى تأخير التوقيع على الاتفاق لعدة شهور أو قد ينتهي الأمر إلى عدم التوقيع بين الطرفين.

وأضاف كوشنر أن الرحلة كانت أيضا مستعجلة في ظل اقتراب الفترة الرئاسية لإدارة ترامب من الانتهاء، وبالتالي حط بالقدس لبدء المفاوضات مع الرئيس الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق والتوقيع عليه قبل التوجه إلى العاصمة المغربية الرباط، على متن أول رحلة جوية مباشرة بين الطرفين، لاستكمال إجراءات التوقيع على الاتفاق.

ويقول كوشنر إنه عندما بدأ المحادثات مع بنيامين نتنياهو اصطدم بتعنت الأخير ورغبته في الرفع من سقف التطلعات، من أجل التوقيع على ما وصفها نتنياهو بـ"صفقة أفضل مع المغرب"، وكان يقصد رئيس الوزراء الإسرائيلي أنذاك تضمين بند في اتفاق السلام مع المغرب يتعلق بفتح سفارتين، الإسرائيلية في الرباط والمغربية في تل أبيب، لأن نتنياهو شعر بخيبة الأمل في الاكتفاء بمكتبي الاتصال فقط، حسب كوشنر في مذكراته.

ويقول كوشنر في هذا السياق، أن وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، شعر بالإحباط الشديد بسبب هذا الخلاف المتعلق بطلب بنيامين نتنياهو، وبالتالي هدّد بإلغاء اتفاق التطبيع للعلاقات مع إسرائيل بشكل كامل، قبل أن يعده (كوشنر) قائلا "إننا سنضع الإسرائيليين في المكان المناسب"، في إشارة إلى إقناعهم بالتخلي عن مطلب السفارة في المملكة المغربية.

وبعد مشاورات مع بنيامين نتنياهو لعدة ساعات، حث فيها كوشنر رئيس الوزراء الإسرائيلي بالوثوق في "حكمه" مؤكدا له أن كل ما يُمكن الحصول عليه من المغرب حاليا هو الاكتفاء بإعادة فتح مكتبي الاتصال، مضيفا له بالقول إن " الخطوة الذكية هي إظهار الثقة لهم وأخذ أقل الآن. أعدك بأنه إذا منحتهم الثقة، فسوف يمنحونك في النهاية أكثر بكثير مما كنت تتمناه".

وانتهىت المشاورات بين كوشنر ونتنياهو برضوخ الأخير والتوقيع على الاتفاق النهائي لتطبيع العلاقات مع المغرب وبنوده، دون أن يتضمن فتح السفارتين بين الرباط وتل أبيب في البداية والاكتفاء بمكتبي الاتصال كتمثيلين دبلوماسيين لكليهما، ليطير في اليوم الموالي كوشنر على رأس وفد إسرائيلي نحو المملكة المغربية لاستكمال إجراءات التوقيع على اتفاق التطبيع الكامل للعلاقات الثنائية.

 الجزائر.. وأزمة هُوية سَحيقة

انحدر النظام الجزائري إلى حفرة عميقة من التاريخ للبحث عن هوية مفقودة، يبني بها شرعيته كنظام قتل 250 ألف جزائري في العشرية السوداء (2002-1991). وهو ذات النظام الذي يبحث، أيضا، ...

استطلاع رأي

كمغربي أو مقيم في المغرب، هل تشعر أن ارتفاع الأسعار ونسبة التضخم أثرت على:

Loading...