جاريد كوشنر في مذكراته: اختيار المغربي منصف السلاوي لإنتاج لقاح مضاد لكورونا كان بسبب خبرته و"الوعد الزمني" الذي قطعه لنا
كشف جاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في مذكراته الصادرة مؤخرا، الدواعي التي دفعت إدارة ترامب لاختيار عالم اللقاحات المغربي منصف السلاوي في سنة 2020 ليتولى رئاسة فريق عملية "Wrap Speed" التي تم إحداثها من أجل إيجاد لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة.
وقال كوشنر في مذكراته "Breaking History" في الفصل الذي يحمل عنوان العملية المذكورة، أنه بعد تكوين فريق من العلماء من أجل العمل لاختراع لقاح مضاد لوباء "كوفيد – 19" كان من الضروري إيجاد "قائد لدية خبرة في إنتاج اللقاح" من أجل العمل على إدارة الفريق إلى جانب الجنرال غوستاف بيرنا المكلف بكل ما هو لوجيستيكي في عملية "راب سبيد".
وأضاف كوشنر في ذات الفصل، أن إدارة ترامب أجرت مقابلات مع أربع مرشحين من ذوي الكفاءات العالية، لكن في النهاية برز واحد منهم، وهو الدكتور منصف السلاوي المزداد بالمغرب، واصفا إياه بالعالم "الذكي والمتواضع والصارم"، مشيرا إلى أنه كان رئيسا للقاحات في شركة "جلاسكو سمثيت كلاين"، وقد ساهم في تطوير 14 لقاحا على مدى عقد من الزمن.
وقال كوشنر أن يوم إجراء المقابلة، جاء السلاوي بثقة عالية يلبس سترة جلدية وتحتها قميصا مرشحا نفسه بالقول "أنا أتحمل كل الإخفاقات وأمنح الفضل للجميع عند النجاحات"، وهو ما اعتبره كوشنر أمرا معقولا، وخاصة أن السلاوي قدّم ميزة أخرى كمرشح وحيد، وهو الوعد الزمني الذي قطعه.
وفي هذا السياق، قال كوشنر في مذكراته إن السلاوي أكد القدرة على طرح لقاح في السوق في أقل من عام، وهو ما جعل اختياره ليكون قائد لفريق "راب سبيد" يتم بالإجماع من طرف إدارة ترامب، ليتم تقديمه من طرف الرئيس الأمريكي في 15 ماي إلى جانب الجنرال غوستاف بيرنا، معلنا للعالم انطلاق العملية التي تهدف إلى إيجاد لقاح مضاد لكورونا في الشهور المقبلة.
هذا، ولم يتطرق كوشنر في مذكراته إلى المآل الذي انتهت إليه العملية ومصير السلاوي بعد ذلك، بحكم انتهاء ولاية دونالد ترامب بنجاح جو بايدن في الانتخابات الأمريكية أواخر سنة 2020، في حين أن مذكراته تشمل فقط أنشطته داخل الإدارة الأمريكية خلال حقبة ترامب.
وتجدر الإشارة إلى أن عملية "وراب سبيد" التي كان يشرف عليها السلاوي نجحت في طرح لقاحين ضد فيروس كورونا في الولايات المتحدة الأمريكية في ظرف شهور معدودة من انطلاقها، قبل أن تعمد إدارة بايدن على إقالته من العملية بسبب مزاعم تتهمه بالتحرش الجنسي في حق موظفة منذ سنوات.
ويعد السلاوي المزداد بمدينة أكادير سنة 1959، والذي تابع دراسته بالمغرب إلى حين حصوله على الباكالوريا، أحد أبرز علماء المناعة على مستوى العالم، وسبق أن درَّس الطب بجامعة بروكسيل ثم بكلية الطب بجامعة هارفرد وجامعة "تافتس" المتخصصة في الدراسات الطبية ببوسطن.
وساهم للسلاوي خلال مشواره العلمي في اكتشاف عشرات اللقاحات المناعية لفيروسات خطيرة ومتطورة، حصلت على اعتماد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.