بعد رسالة رئيسها للملك محمد السادس.. هل تكون النيجر أول بلد له حدود مع الجزائر يَعترف بمغربية الصحراء؟
توصل الملك محمد، يوم أمس الجمعة، برسالة من رئيس جمهورية النيجر، إبراهيم بازوم، نقلها إلى الرباط وزير الدولة وزير الطاقة والطاقات المتجددة، إبراهيم ياكوبو، والتي سلمها إلى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، دون أن تكشف وزارة الخارجية على مضمونها الذي يُرجح أن تكون له علاقة بملف الصحراء والغاز الطبيعي.
وقال بلاغ لوزارة الخارجية إن بوريطة استقبل الوزير ياكوبو، حاملا رسالة من رئيس الجمهورية محمد بازوم، إلى الملك محمد السادس، وأشاد المسؤول النَيجيري في تصريح صحفي عقب محادثات مع وزير الخارجية بـ"العلاقات الممتازة والعريقة التي تجمع البلدين، والتي تتجسد في العديد من المجالات"، مجددا التأكيد على "إرادة رئيس جمهورية النيجر بذل قصارى الجهود في سبيل تعميق هذه العلاقات وتوطيدها".
ويأتي ذلك في الوقت الذي يعرف فيه ملف الصحراء تطورات متسارعة، حيث تتزايد الدول التي تعترف بالسيادة المغربية على المنطقة، وأغلبها تفتتح تمثيليات دبلوماسية قُنصلية لها في مدينتي العيون والداخلة، وهو الأمر الذي إن نجحت الرباط في إقناع نيامي به فستكون أول دولة لها حدود مع الجزائر تقوم بهذه الخطوة، والتي تتضمن موريتانيا وليبيا وتونس ومالي أيضا.
والمثير للانتباه أن هذا الأمر يأتي في الوقت الذي تشتد فيه المنافسة بين المغرب والجزائر بخصوص مشروعي خط أنابيب الغاز مع نيجيريا، إذ في الوقت الذي يمر فيه الخط المشترك مع المملكة بـ 13 بلدا من منطقة غرب إفريقيا لا تشمل النيجير، فإن الخط الجزائري النيجيري سيمر من بلد وحيد هو النيجر تحديدا، ما قد يفسر انتقال وزير الدولة المكلف بالطاقة إلى الرباط.
وفي يونيو من سنة 2021 أعلن المغرب رسميا دخوله مجال الاستثمار في نيامي عاصمة جمهورية النيجر، عبر مجموعة من المشاريع في مجالات مختلفة وبقيمة استثمارية تصل إلى 3,3 ملايير دولار، وذلك من خلال هولدينغ Ymmy Finance بـ 6 مشاريع تندرج غالبيتها في إطار اتفاق شراكة يربط المجموعة المغربية بمؤسسات حكومية في العاصمة، تشمل مجالات الأبناك والاتصالات والفلاحة والتغذية.
وسبق لبوريطة أن أشاد بالعلاقات المغربية النيجيرية خلال انعقاد الدورة الرابعة للجنة المشتركة بين البلدية في 2017 بالرباط، لافتا إلى أن النيجر لم تعترف نهائيا بالجمهورية التي تدعيها جبهة "البوليساريو" الانفصالية في الصحراء على الرغم من "ضغوط الجوار"، في إشارة إلى الجزائر، بالإضافة إلى دعمها عودة المملكة إلى الاتحاد الإفريقي.