كانت قد اتهمت المغرب دون دلائل.. الجزائر تدين 48 شخصا بالإعدام في قضية قتل شخص خلال حرائق منطقة القبائل التي تطالب بالاستقلال
أسدلت محكمة جزائرية أمس الخميس الستار على المحاكمات الواسعة التي طالت العديد من الأشخاص ممن تم اعتقالهم العام الماضي في أحداث حرائق غابات تيزي وزو بمنطقة القبائل التي تطالب بالاستقلال عن الجزائر، والتي شهدت واقعة قتل وحرق الشاب جمال بن إسماعيل من طرف أشخاص شكوا في كونه تسبب في إشعال النيران.
وحسب مصادر إعلامية جزائرية، فإن المحكمة أصدرت حكم الإعدام في حق 48 متهما لتورطهم في قتل جمال بن اسماعيل في صيف 2021، مع تخفيف الحكم إلى السجن المؤبد، فيما قضت بالحكم ما بين سنتين و10 سنوات في حق 37 متهما آخر، بينما تمت تبرئة 17 شخصا في هذه القضية.
وكان مقتل الشاب جمال بن اسماعيل قد شكل صدمة كبيرة في الجزائر، بالنظر إلى الطريقة البشعة التي قُتل بها، حيث تم القبض عليه من طرف العشرات من الأشخاص، واعتدوا عليه بالضرب والجرح، قبل أن يقوموا بحرقه، لمجرد الشك في كونه قام بإشعال النيران، حيث تم العثور داخل سيارته على قنينات للوقود.
وتبين فيما بعد، أن الضحية كان قد نشر فيديوهات يتحدث فيه عن عزمه السفر إلى منطقة القبائل للمساهمة في إخماد الحرائق، وقد طالب بتوجيه المساعدات إلى المنطقة، وكشفت التحقيقات أن لا علاقة له بالحرائق التي اتُهم بها ظُلما من طرف العشرات من الأشخاص الذين أعدموه أمام أنظار القوات الأمنية الجزائرية.
وكانت الجزائر أنذاك قد وجّهت أصابع الاتهام إلى المغرب بالوقوف وراء الحرائق الضخمة التي اندلعت في غابات منطقة تيزي وزو بالقبائل، لكن لم تُقدم السلطات الجزائرية أي دلائل على تورط المغرب في ذلك، كما أن التحقيقات التي باشرتها لم تؤدي إلى ما يِؤكد اتهاماتها.
كما أن المحاكمات التي جرت مع العشرات من الأشخاص، عقب مقبل الشاب جمال بن اسماعيل، منذ العام الماضي إلى غاية الأسابيع الأخيرة، لم تشر إلى أي علاقة للمغرب بما حدث في القبائل، أو ارتباط أحد المتهمين بعلاقات مع المغرب لإشعال الحرائق.
جدير بالذكر أن خسائر الحرائق التي كانت قد اندلعت في غابات تيزي وزو بمنطقة القبائل بالجزائر صيف سنة 2021، كانت هي الأضخم في تاريخ البلاد، وقد خلفت العشرات من القتلى في صفوف المواطنين وأفراد الوقاية المدنية، كما خلفت خسائر مادية كبيرة في الممتلكات والمواشي وغيرها.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :