داخل البرلمان الألماني.. وزيرة الخارجية الألمانية تُجدد دعم بلادها لمقترح الحكم الذاتي المغربي لحل نزاع الصحراء
جددت الحكومة الألمانية عبر وزيرة الخارجية أنالينا بايربوك، دعمها للمقترح المغربي لحل نزاع الصحراء، المتمثل في مقترح الحكم الذاتي، باعتباره حسب وصفها بـ"الأساس الجيد ومقبول بين طرفي النزاع"، وفق تقرير نشرته قناة "دويتش فيله" الألمانية أمس الثلاثاء.
وحسب ذات المصدر، فإن وزارة الخارجية الألمانية بعثت بردها المكتوب للبرلمان الألماني ردا على سؤال طرحه النائب عن الكتلة اليسارية سيفيم داغديلين، حول المواقف الألمانية من قضية الصحراء، حيث قالت بأن المغرب قدم مساهمة مهمة في تحقيق حل سياسي في إطار الأمم المتحدة.
وجددت وزارة الخارجية الألمانية، أن المساهمة المغربية في حل نزاع الصحراء عبر مقترح الحكم الذاتي، تُعتبر أساس جيد لحل هذا النزاع، وبالتالي أكدت ألمانيا من خلال هذا الرد عن موقفها الجديد التي أعربت عنه الحكومة الجديدة بقيادة أولاف شولز ووزيرة خارجيته أنالينا بايربوك.
ويُعتبر هذا الموقف خيبة أمل كبيرة لجبهة "البوليساريو" الانفصالية التي تبذل مساعي كبيرة لدفع العديد من الأطراف السياسية في ألمانيا لتبني قضية الانفصال التي تدعو لها، والضغط على الحكومة الألمانية لاتخاذ مواقف مساندة لها أو على الأقل تتخذ مواقف لا تميل إلى المغرب.
كما أن مساعي الدبلوماسية الجزائرية التي تنشط بدورها لدفع عدد من البلدان إلى تبني أطروحة الانفصال لجبهة "البوليساريو"، بدورها يبدو أنها لم تؤدي إلى نتائج "إيجابية" أمام مواقف الحكومة الألمانية الجديدة التي ترغب في علاقات متينة وقوية مع الرباط.
وكان الملك محمد السادس، قد قال في إحدى خطاباته هذه السنة، إن المغرب سيحسم علاقاته مع جميع البلدان بناء على مواقفهم من قضية الصحراء، معتبرا أن هذه القضية هي العين التي يرى بها المغرب باقي دول العالم، وبالتالي فإن ألمانيا ترغب في عدم اتخاذ أي موقف قد يؤدي إلى توتر العلاقات مع المملكة المغربية في هذا الجانب.
وكانت الرباط قد دخلت في أزمة دبلوماسية مع برلين العام الماضي، بسبب ما وصفه بلاغ للخارجية المغربية، بالمواقف الألمانية المعارضة للمصالح العليا للمملكة المغربية، وبالتالي قرر المغرب قطع علاقته مع السفارة الألمانية في الرباط، وقد ظلت الأزمة عدة شهور قبل أن تُعلن الحكومة الألمانية الجديدة دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي للصحراء، ليُقرر المغرب إعادة جميع علاقاته مع السفارة الألمانية وإعلان انتهاء سوء الفهم مع برلين.