إسبانيا تضع يدها على قلبها: فرق أمن خاصة بالشوارع يوم المباراة مع المغرب واليمين المتطرف يستبق الأمر بتوجيه تحذيرات
وضعت الشرطة الإسبانية خطة خاصة بالتعامل مع يوم مباراة منتخبي المغرب وإسبانيا المقررة يوم الثلاثاء المقبل، في إطار ربع نهائي كأس العالم 2022 الذي تستضيفه قطر، حيث سيجري التنسيق بين الشرطة الوطنية والمحلية في العديد من المدن، مع التركيز على الأماكن التي تحتضن عددا كبيرا من أفراد الجالية المغربية، مخافة تكرار سيناريو أحداث الشغب التي شهدتها شوارع بلجيكا يوم الأحد الماضي، وسط تحذيرات من اليمين المتطرف المعادي للمهاجرين.
ووفق تقارير إسبانية، فإن السلطات الإسبانية قررت تشكيل فرق أمنية خاصة بيوم المباراة، وستقوم بنشر المئات من عناصر الشرطة الوطنية والمحلية لتعزيز الأمن في حال ما تسبب مشجعو المنتخبين في أعمال شغب أو مواجهات بعد نهاية اللقاء، وستُركز على البلديات التي يستقر فيها عدد كبير من أفراد الجالية المغربية، مبرزة أن الأمر يتعلق بخطة استباقية تهدف إلى تفادي تكرار سيناريو العاصمة البلجيكية بروكسيل.
وتضع إسبانيا يدها على قلبها مخافة حدوث أعمال شغب بعد المباراة، أو خروج الاحتفالات عن السيطرة في حال فوز المنتخب المغربي، حيث يتصدر المغاربة الجاليات الأجنبية المقيمة في هذا البلد، وحسب أرقام المعهد الوطني الإسباني للإحصاء التي تعود ليناير من سنة 2022، فإن حوالي 880 ألف مغربي يقيمون بشكل شرعي على الأراضي الإسبانية، ويُشكلون 16 في المائة من إجمالي الجاليات الأجنبية هناك.
وتحظى المناطق التي تحتضن جالية مغربية كبيرة بتركيز السلطات، ففي إقليم مورسيا مثلا جرى تعزيز حضور عناصر الأمن في بلديات مثل توري وباتشيكو، في حين قال رئيس بلدية لوركا، دييغو خوسي ماتيوس، إن عناصر الشرطة سينتشرون في الشوارع خلال مباراة المغرب وإسبانيا متوقعا خروج أعداد كبيرة من المشجعين للاحتفال بعد نهايتها، داعيا الإسبان والمغاربة إلى "الاحتفال باحترام كامل للهويات وقواعد العيش المشترك".
واستبق حزب "فوكس" اليميني المتطرف والمعادي للمهاجرين، الذي يعد ثالث أكبر قوى البرلمان الإسباني، يوم المباراة بالتحذير من سيناريو ما بعد المباراة، مستنكرا ما حدث في بلجيكا من إتلاف للممتلكات ومواجهات مع عناصر الأمن من طرف أفراد الجالية المغربية عقب فوز المنتخب المغربي على نظيره البلجيكي يوم الأحد الماضي، محذرا من تكرار السيناريو نفسه في إسبانيا.
ويُتوقع أن يكون التحدي أكبر بالنسبة لإسبانيا في حال فوز المنتخب المغربي، إذ إن الأمر يتعلق هذه المرة بمباراة في الأدوار الإقصائية، وفي حال ما ظفر بها "أسود الأطلس" فستكون المرة الأولى في تاريخهم وفي تاريخ جميع المنتخبات العربية التي يتحقق فيها الوصول إلى ربع النهاية، علما أن الإنجاز الأكبر المسجل حتى الآن هو بلوغ الدور ثمن النهائي سنة 1986 الذي انضاف إليه إنجاز 2022.